في تصريح صحفي أدلى به يوم الجمعة 13 دسمبر 2024 بمدينة العيون، أكد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن قضية “الصحراء المغربية” شهدت زخماً دبلوماسياً كبيراً خلال العام الجاري، معتبراً أن هذا التقدم هو نتيجة مباشرة للدبلوماسية الملكية التي يشرف عليها الملك محمد السادس شخصياً.
خلال ندوة صحافية مشتركة مع نظيره الزامبي مولامبو هايمبي، أوضح بوريطة أن سنة 2024 كانت محطة مفصلية في مسار القضية، حيث شهدت تطورات دبلوماسية وسياسية نوعية على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وأشار الوزير إلى أن الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا أكدت موقفها الداعم للسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية، مؤكداً أن مقترح الحكم الذاتي أصبح يُنظر إليه كأساس لأي حل مستقبلي للنزاع.
من أبرز التطورات التي سجلها بوريطة، التزايد الملحوظ في عدد القنصليات التي افتتحتها دول مختلفة في مدينتي العيون والداخلة، والتي وصل عددها إلى أكثر من 30 قنصلية منذ عام 2017، مما يعكس الدعم الدولي المتزايد للموقف المغربي.
على المستوى القاري، لفت إلى التحول الواضح في موقف الاتحاد الإفريقي، الذي أصبح يركز أكثر على التعاون والتنمية وتجنب الانحياز في النزاع. كما سجل تطوراً مهماً على مستوى الاتحاد الأوروبي، حيث قرر البرلمان الأوروبي للمرة الأولى منذ 22 عاماً عدم السماح بإنشاء مجموعات تدافع عن الطرح الانفصالي.
وشدد بوريطة على أهمية النموذج التنموي الجديد المطبق منذ 2016، والذي أحدث تحولات جذرية في البنية التحتية والمشاريع الاقتصادية والاجتماعية للأقاليم الجنوبية، مؤكداً أن هذه المشاريع أصبحت دليلاً ملموساً على التزام المملكة بتطوير المنطقة.
في ما يتعلق بالمفاوضات، أكد الوزير أن أي حوار مستقبلي مشروط باحترام وقف إطلاق النار، وأن طاولة الحوار مفتوحة فقط للأطراف الجادة التي تحترم القانون الدولي.
واختتم بوريطة حديثه بالتأكيد على أن الدينامية الدبلوماسية التي أطلقها الملك محمد السادس هي الأساس الحقيقي لهذه النجاحات المتتالية، والتي جعلت المغرب يتمتع بمكانة قوية على الساحة الدولية.