تعد لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك) واحدة من أقوى جماعات الضغط في الولايات المتحدة، حيث تعمل كمنظمة غير ربحية تهدف إلى تعزيز العلاقات الأمريكية الإسرائيلية وتقوية الدعم السياسي لإسرائيل في واشنطن. وكشفت دراسة حديثة عن دور محوري تلعبه المنظمة في تشكيل مواقف المشرعين الأمريكيين من خلال برنامج واسع النطاق للرحلات المدفوعة إلى إسرائيل.
فعبر الذراع غير الربحي للمنظمة، قام أعضاء الكونغرس ومساعدوهم بمئات الرحلات إلى إسرائيل خلال العقد الماضي، حيث التقوا خلالها بمسؤولين إسرائيليين بارزين، على رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وتشير الإحصاءات إلى أن إسرائيل أصبحت الوجهة الأولى للرحلات الخارجية الممولة من القطاع الخاص للمشرعين الأمريكيين، حيث شكلت أكثر من ربع إجمالي الرحلات البالغة 4,100 رحلة منذ عام 2012.
وعلى الرغم من التوقف المؤقت للرحلات بعد أحداث 7 أكتوبر 2023، سرعان ما استأنفت أيباك نشاطها في عام 2024، منظمةً ثماني رحلات شارك فيها 71 نائباً وموظفاً في مجلس النواب خلال الفترة من مارس حتى أوائل سبتمبر. ويتجاوز حجم هذه الرحلات ما تم تنظيمه لنصف الكرة الغربي وقارة أفريقيا مجتمعتين.
وتمتد استراتيجية أيباك إلى ما هو أبعد من تنظيم الرحلات، فقد أنفقت المنظمة أكثر من 3 ملايين دولار على أنشطة الضغط في العام الماضي، وساهمت لجانها السياسية بنحو 51 مليون دولار في انتخابات 2022. وتقدر تكلفة برنامج الرحلات وحده بما لا يقل عن 10 ملايين دولار خلال الفترة 2012-2023، مما مكّن نحو نصف أعضاء مجلس النواب الحاليين من زيارة إسرائيل.
ويرى منتقدو البرنامج أن هذه الرحلات تقدم رؤية أحادية الجانب للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وتميل إلى تعزيز سياسات الحكومة الإسرائيلية. وفي هذا السياق، يقول النائب السابق آندي ليفين، وهو سياسي يهودي : “من يؤطر النقاش يفوز بالجدل”. وتجدر الإشارة إلى أن ليفين خسر مقعده في انتخابات 2022 بعد حملة قوية دعمتها أيباك ضده.
وتتجلى قوة تأثير المنظمة في حالة النائب غلين آيفي، الذي استفاد من دعم مالي بقيمة 6 ملايين دولار من أيباك في حملته الانتخابية الأولى عام 2022، وقام بعدها برحلتين إلى إسرائيل برعاية المنظمة. كما تستضيف المنظمة مؤتمراً سنوياً في واشنطن يعد ثاني أكبر تجمع لأعضاء الكونغرس.
المصدر: بوليتيكو