أدى السفير الإيطالي (أليساندرو بروناس) زيارة عمل لولاية تطاوين يوم الإثنين 14 أفريل 2025 لمتابعة تقدم إنجاز المشاريع التي تمولها الحكومة الإيطالية. إذ التقى السفير الإيطالي مع والي تطاوين أمير القبسي، وأجرى معه “محادثات معمّقة حول البرامج الجارية وآفاق التّعاون في مجال التنمية المستدامة” حسب وصف السفارة الإيطالية. بينما نشرت صفحة ولاية تطاوين أن اللقاء كان “للتباحث حول اختتام مشروع ترميم وتثمين قصر أولاد سلطان الأثري” الذي أقيم بتمويل إيطالي.
مثّلت هذه الزيارة فرصة للسفير الإيطالي لتوطيد الروابط مع المواطنين ومعاينة مدى تأثير التمويلات الإيطالية في متساكني الجهة والأثر العميق الذي تتركه التدخلات الإيطالية في حياة التونسيين بالجهة، وهذا ما أكده السفير بصريح العبارة إذ نشر تعليقاً على الزيارة عبر صفحة السفارة قائلاً: “يسمح لنا اللّقاء المباشر بالمنتفعين بالمشاريع، الاستماع إلى شهاداتهم ومعاينة النّتائج على الميدان بالإطّلاع بصفة كاملة على الأثر العميق للتّعاون على الحياة اليوميّة للمجتمع بتطاوين”.
ويبدو أن التركيز الإيطالي على التأثير في أهالي تطاوين تحديداً يأتي في سياق تلافي تكرار الاحتجاجات الشعبية في الجنوب التونسي ضد ما يعتبرونه النهب الأوروبي للثروات التونسية، فالمؤشرات الإيطالية تنبئ بنجاحهم في ترك هذا الأثر العميق في المواطنين من خلال التمويلات الأجنبية، ما دعا الحكومة الإيطالية لمضاعفة التمويلات المرصودة لما لا يقلّ عن 400 مليون يورو، حسب ما نشرته السفارة.
ومن الجدير بالذكر، أن السفارة الإيطالية أكدت أن هذه التمويلات الأجنبية تأتي ضمن أهداف السياسة الخارجية الإيطالية ضمن ما يسمى خطة ماتيي الإيطالية (Piano Mattei). وهي مبادرة استراتيجية أطلقتها الحكومة الإيطالية عام 2021، وتُعد أحد أهم المشاريع الخارجية لإيطاليا في القرن الحادي والعشرين. وتهدف خطة ماتيي إلى تحويل إيطاليا إلى جسر أوروبا لمصادر الطاقة في القارة الأفريقية، خاصة منها (الغاز والطاقة الشمسية والهيدروجين)، وكذلك لبسط النفوذ الإيطالي في منطقة حوض المتوسط وأفريقيا.