You are currently viewing تحت ستار الدعم وبأموال أوروبية: تسويق التبعية باسم تمكين الشباب

تحت ستار الدعم وبأموال أوروبية: تسويق التبعية باسم تمكين الشباب

في مشهد يعكس حالة الاستتباع المتنامية، أقيمت إحدى فعاليات مشروع “أكاديمية مغرومين” برعاية وتمويل مباشر من الاتحاد الأوروبي، مستهدفةً الشباب في ولايات قابس وقفصة وبنزرت وتونس تحت شعارات برّاقة مثل “صناعة التغيير” و”التعبير عن الأفكار”. هذه التظاهرة لم تكتفِ بعرض المشاريع فحسب، بل تعمدت تغليف أهدافها بالعروض الرياضية والفنية لاستمالة الجمهور المستهدف.

يُقدّم مشروع “أكاديمية مغرومين” (Maghroum’IN Academy) باعتباره برنامجاً تكوينياً يمتد لسنة ونصف، موجهاً للفئة العمرية بين 18 و35 سنة، متذرعاً بهدف “تمكين” الشباب من أدوات ودعم يحتاجونه ليصبحوا “فاعلين” في مجالي الثقافة والرياضة في مناطقهم. و لتنفيذ هذا المشروع، اختار القائمون على “مغرومين” عشر مناطق تجريبية موزعة استراتيجياً على الجغرافيا التونسية، وأجروا ثلاث دراسات تشخيصية بزعم “فهم خصوصية” كل إقليم. غير أن الهدف الفعلي – الذي يتضح من محتوى البرنامج – هو زرع وترسيخ منظومة القيم الغربية تحت مسميات مختلفة مثل “الحوكمة المحلية” و”المساواة بين الجنسين” و”الإدماج الاجتماعي”، في محاولة لإعادة تشكيل الهوية المجتمعية وفق النموذج الأوروبي.

الجدير بالذكر أن مشروع “مغرومين” ليس سوى جزء من منظومة أكبر تحمل اسم “EU4Youth” التابعة للاتحاد الأوروبي في تونس، وتتولى تنفيذه ثلاث جهات أجنبية: الوكالة الإسبانية للتعاون الإنمائي الدولي (AECID)، والمؤسسة الدولية والإيبيرية الأمريكية للإدارة والسياسات العامة (FIIAPP)، والمجلس الثقافي البريطاني (BC). وهذا يكشف عن حقيقة المشروع كآلية لبسط النفوذ الثقافي والسياسي الأوروبي عبر استهداف الشباب التونسي وإعادة صياغة وعيهم بما يخدم المصالح الغربية، دون أي اعتبار حقيقي للسيادة الوطنية أو الخصوصية الثقافية التونسية.