رفض الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مرة أخرى زيارة فرنسا، واتهم المستعمر السابق بارتكاب “إبادة جماعية”، في إشارة إلى تدهور العلاقات بين الجزائر وباريس. وقد أدلى تبون، الذي أعيد انتخابه في سبتمبر بأكثر من 84% من الأصوات، بهذه التصريحات خلال أول مقابلة تلفزيونية له مع وسائل الإعلام الجزائرية.
وعندما سُئل عما إذا كانت الزيارة المرتقبة منذ فترة طويلة إلى باريس على جدول الأعمال، أجاب تبون قائلاً: “لن أذهب إلى كانوسا”، مستخدماً تعبيراً ألمانياً يعني إذلال النفس وطلب المغفرة من العدو. وقد تم تأجيل زيارة تبون عدة مرات، وكان آخر موعد مقرر لها في أواخر سبتمبر أو أوائل أكتوبر.
وفي ظل العلاقات المتوترة بشكل متزايد بين البلدين، تنظر الجزائر إلى الزيارة الرسمية إلى فرنسا على أنها تجربة قد تكون مذلة. وقد تدهورت العلاقات بشكل حاد في جويلية بعد أن أرسل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رسالة إلى الملك محمد السادس ملك المغرب يعرب فيها عن دعمه لخطة الحكم الذاتي في الصحراء الغربية المتنازع عليها، مما دفع الجزائر إلى سحب سفيرها من باريس احتجاجاً على ما اعتبرته تحولاً في سياسة فرنسا بعيداً عن الجزائر.
وخلال المقابلة، كرر تبون المطالب الجزائرية طويلة الأمد بأن تعترف فرنسا بالمجازر التي ارتكبت خلال الاستعمار الفرنسي، متهماً فرنسا بارتكاب “إبادة جماعية”. وقال إن عدد سكان الجزائر كان أربعة ملايين في عام 1830، وبعد 130 عاماً تضاعف فقط إلى حوالي تسعة ملايين، مؤكداً أن “هناك كانت إبادة جماعية”.
كما تطرق تبون إلى الجدل حول الاتفاقية الفرنسية الجزائرية الموقعة عام 1968، والتي تسهل هجرة المواطنين الجزائريين إلى فرنسا. وقال إن الاتفاقية أصبحت “راية يسير خلفها جيش من اليمين المتطرف”. وأثار أيضاً قضية التجارب النووية الـ 17 التي أجرتها فرنسا في الصحراء الجزائرية بين عامي 1960 و1966، مؤكداً أن “مسؤولية فرنسا عن التجارب النووية… لا تزال تحصد الأرواح في جنوب الجزائر”.
وفيما يتعلق بمنظمة بريكس، قال تبون: “في الوقت الحالي، لا نخطط للانضمام إلى هذه المنظمة. مصلحتنا تكمن في الانضمام إلى بنك بريكس، الذي لا يقل أهمية عن البنك الدولي”.
هذه التصريحات تعكس استمرار التوتر في العلاقات الجزائرية الفرنسية، وتسلط الضوء على القضايا العالقة بين البلدين، بما في ذلك إرث الاستعمار، وقضايا الهجرة، والخلافات السياسية الإقليمية.