You are currently viewing بدأت فرنسا سحب قواتها من السنغال: انتهاء حقبة من النفوذ العسكري

بدأت فرنسا سحب قواتها من السنغال: انتهاء حقبة من النفوذ العسكري

في خطوة تعكس تحولاً جيوسياسياً جديداً في غرب أفريقيا، بدأت فرنسا عملية سحب قواتها العسكرية من السنغال، وذلك في أعقاب إعلان الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فاي في أواخر ديسمبر 2024 عن عزم بلاده إنهاء الوجود العسكري الأجنبي خلال عام 2025.

وأفادت وسائل إعلام محلية أن عملية الانسحاب تشمل إخلاء القوات الفرنسية من ثلاث قواعد رئيسية هي “ماريشال” و”سانت إكزوبيري” و”كونتر أميرال بروتيه”، والتي تم وضعها تحت السيطرة السنغالية. ومن المتوقع أن تنتقل جميع القواعد الفرنسية المتبقية إلى السيطرة السنغالية بحلول نهاية الصيف، في حين لا تزال المفاوضات جارية بين باريس وداكار بشأن مستقبل طائرة المراقبة الفرنسية من طراز فالكون 50 وقاعدة روفيسك ذات الأهمية الاستراتيجية في منطقة داكار.

ويأتي هذا التطور في سياق موجة متنامية من إنهاء التعاون العسكري مع فرنسا في منطقة الساحل الأفريقي. فقد اضطرت القوات الفرنسية، التي كانت متواجدة في المنطقة منذ 2014 ضمن عملية برخان لمكافحة الإرهاب، إلى مغادرة مالي في 2022، تلتها بوركينا فاسو والنيجر في 2023 بناءً على طلب سلطات هذه البلدان. وفي نهاية نوفمبر 2024، أعلنت وزارة الخارجية التشادية إنهاء التعاون الدفاعي مع فرنسا، لتبدأ باريس سحب قواتها من تشاد أيضاً.

وتشير هذه التطورات المتتالية إلى تغير جذري في المشهد الجيوسياسي في غرب أفريقيا، حيث تسعى الدول الأفريقية إلى إعادة تشكيل علاقاتها الدولية وتنويع شراكاتها الاستراتيجية، مما يمثل تحولاً تاريخياً في علاقات القوى الاستعمارية السابقة مع مستعمراتها في القارة الأفريقية.