شهد منتصف شهر جانفي 2025 تطوراً لافتاً في العلاقات الروسية الليبية، حيث أجرى مسؤولون من البلدين سلسلة من اللقاءات والمباحثات المكثفة، تركزت بشكل أساسي على تعزيز التعاون في القطاعات الاستراتيجية، لا سيما في مجالات الطاقة والتجارة. وفي هذا السياق، عقد نائب وزير الطاقة الروسي، رومان مارشافين، اجتماعاً مهماً مع السفير الليبي في موسكو، محمد المغراوي، تم خلاله مناقشة إعادة تفعيل اللجنة الحكومية المشتركة الروسية الليبية، التي تعد منصة محورية للتعاون في المجالات التجارية والاقتصادية والعلمية والتقنية.
وتضمنت خطط التعاون المستقبلي عدة قطاعات حيوية، يأتي في مقدمتها قطاع الطاقة، الذي يشمل التنقيب عن النفط والغاز وتطوير البنية التحتية للطاقة ونقل التكنولوجيا والخبرات الروسية. كما يمتد التعاون ليشمل المجال الاقتصادي من خلال تعزيز التبادل التجاري وتنفيذ المشاريع المشتركة، إضافة إلى المجال العلمي والتقني الذي يركز على تبادل الخبرات والمعرفة والتدريب وبناء القدرات.
وفي هذا الإطار، أكد وزير الخارجية الليبي بالإنابة، الطاهر الباعور، حرص بلاده على تعميق التعاون مع الشركات الروسية، خاصة في مجال التنقيب الجيولوجي وإنتاج النفط. من جانبها، تنظر موسكو إلى ليبيا كشريك استراتيجي مهم في القارة الأفريقية، حيث وصفت وزارة الطاقة الروسية ليبيا بأنها “شريك واعد” ضمن الدول الإفريقية.
ويجري حالياً الإعداد لعقد لقاء مرتقب بين رئيسي اللجنة الحكومية المشتركة، وزير الطاقة الروسي سيرغي تسيفيليف، ووزير النقل الليبي محمد الشهوبي، لمناقشة المشاريع المستقبلية المشتركة وتحديد أطر التعاون. ويكتسب هذا التقارب الروسي الليبي أهمية استراتيجية لكلا البلدين، حيث يمثل فرصة لليبيا لتطوير قطاع الطاقة وتحديث بنيتها التحتية، بينما يتيح لروسيا توسيع نفوذها في شمال أفريقيا وتعزيز حضورها في سوق الطاقة العالمي.
