استقبل سفير سويسرا بتونس جوزيف رنجلي يوم الخميس 26 جوان 2025 بمقر إقامته عدداً من الباحثين من الجامعات التونسية الذين قدموا للصحفيين “مشاريعهم الابتكارية المتعلقة بسويسرا”، حسب وصف صفحة السفارة على منصة فيسبوك.

في بداية شهر أوت من كل عام، تطلق السفارة السويسرية في تونس دعوة لتقديم الترشيحات موجهة إلى الجامعات التونسية لجميع التخصصات، من أجل منح منح دراسية لطلبة الدكتوراه (منح التفوق). ويتم اختيار المرشحين على أساس مدى اهتمامهم ببناء شراكات مع الجامعات السويسرية.

ومن المثير للاهتمام، أن هذه المبادرات تتم بشكل منظم ومدروس، حيث تستهدف السفارة السويسرية النخب الأكاديمية التونسية عبر معايير انتقائية تركز على وجود “الاهتمام ببناء شراكات” مع الجامعات السويسرية، مما يُحول هذه المنح من مجرد دعم أكاديمي إلى أداة استقطاب طويلة المدى.

وكان عدد من أصحاب المشاريع حاضرين مؤخراً في مقر إقامة السفير السويسري، حيث تبادلوا تجاربهم مع ممثلي وسائل الإعلام التونسية وناقشوا خصوصيات هذه المبادرات.

إن تنظيم مثل هذه اللقاءات في مقر إقامة السفير وتسليط الضوء الإعلامي عليها قد يُفهم على أنه محاولة لتسويق النموذج السويسري كبديل جاذب للباحثين التونسيين، مما يساهم في تعميق ظاهرة هجرة الأدمغة.

حيث تثير ممارسات السفارة السويسرية تساؤلات جدية حول الأهداف الحقيقية وراء هذه “المنح” والشراكات، خاصة وأنها تأتي في وقت تعاني فيه تونس من أزمة حادة في استنزاف الكوادر العلمية المتخصصة. فهل نحن أمام مبادرة تنموية حقيقية أم استراتيجية مدروسة لاستقطاب أفضل العقول التونسية لخدمة أجندات أجنبية؟