وقعت تونس اتفاقية مع شركة “بيل تكسترون” الأمريكية لشراء 12 مروحية من نوع “سوبارو بيل 412EPX” خلال معرض باريس الدولي للطيران، في صفقة تعتبر الأولى من نوعها في شمال أفريقيا. هذه الخطوة تأتي في إطار جهود تحديث القوات الجوية التونسية، حيث أن هذه المروحيات متعددة الاستخدامات يمكن توظيفها في النقل والإسعاف الطبي وإطفاء الحرائق والعمليات العسكرية المحدودة، وتوصف من قبل الشركة المصنعة بأنها “منصة عسكرية منخفضة التكلفة” مشتقة من تقنيات مدنية.
وفي هذا السياق، أعرب تيم إيفانز، المدير الإقليمي لشركة “بيل تكسترون”، عن حماسه لتقديم هذه المروحيات لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بالتعاون مع القوات الجوية التونسية. إن هذه الصفقة تكتسب أهمية خاصة نظراً لأنها تهدف إلى استبدال الأسطول الجوي التونسي القديم الذي يضم حالياً مروحيات بيل 205 و212 التي خدمت لعقود طويلة وأصبحت في حاجة ماسة للتحديث.
بالإضافة إلى ذلك، يبرر الوضع الأمني المعقد في تونس والمنطقة ككل الحاجة الملحة لقدرات جوية متطورة. فالبلاد تواجه تحديات متنوعة تشمل مكافحة التهريب و الهجرة في المناطق الحدودية، خاصة في الجبال الغربية، فضلاً عن ضرورة التدخل السريع في الكوارث الطبيعية ومراقبة الحدود البحرية أمام تدفقات الهجرة غير الشرعية.
ومع ذلك، وبينما تلبي هذه الصفقة احتياجات أمنية عاجلة، فإنها تثير تساؤلات مهمة حول الرؤية الاستراتيجية طويلة المدى لتونس في المجال الدفاعي. فالاعتماد المستمر على الاستيراد، رغم ضرورته الآنية، قد يحد من الإمكانيات المستقبلية لتطوير قدرات محلية في هذا المجال الحيوي. لذلك، قد يكون من المفيد النظر في إمكانيات الاستثمار التدريجي في البحث العلمي والتطوير التقني المحلي، خاصة وأن هناك نماذج إقليمية ناجحة في هذا المجال.