You are currently viewing غضب شعبي وحراك سياسي: طرابلس تستعد لجمعة الخلاص وسط مقترحات دولية لحل الأزمة الليبية

غضب شعبي وحراك سياسي: طرابلس تستعد لجمعة الخلاص وسط مقترحات دولية لحل الأزمة الليبية

تشهد ليبيا حالياً تصاعداً في التوترات السياسية والأمنية، حيث أعلن حراك سوق الجمعة، وهو إحدى الحركات الاحتجاجية النشطة في طرابلس، عن تنظيم مظاهرة يوم الجمعة تحت شعار “جمعة الخلاص” في ميدان الشهداء بطرابلس في ظل تفاقم الأوضاع المعيشية وتزايد الغضب الشعبي من سيطرة المليشيات على مفاصل الدولة. وأوضح الحراك أن خروجهم لا يهدف لدعم أي شخص أو مليشيا معينة، بل من أجل ليبيا ومطالبة الحكومة بالإصلاح، نافين الاتهامات الموجهة إليهم من قبل حكومة عبد الحميد الدبيبة التي تتهمهم بالخروج لصالح مليشيات معينة، مؤكدين أن مظاهراتهم سلمية تهدف للمطالبة بحقوقهم المسلوبة. ووجه المتظاهرون انتقادات حادة لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، متهمينها بدعم المليشيات بالمال والسلاح وخاصة مليشيات غنيوة وأخرى، معبرين عن سأمهم من الوعود الكاذبة والحكومات المؤقتة التي أصبحت دائمة، مطالبين بدولة مدنية وسلطة منتخبة ومؤسسات تخدم المواطن، محذرين من أي محاولة لقمع أصواتهم أو استخدام العنف ضدهم، مؤكدين أن الشعب الليبي لن يصمت بعد اليوم على ما يحدث من فساد وسوء إدارة.

و في السياق نفسه، قدمت البعثة الأممية في ليبيا عبر لجنتها الاستشارية أربعة مقترحات لوضع البلاد على مسار الانتخابات وحل الأزمة السياسية المستمرة، حيث ينص المقترح الأول على إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية بصورة متزامنة، بينما يقترح الثاني إجراء انتخابات برلمانية أولاً يتبعها اعتماد دستور دائم، أما المقترح الثالث فيدعو لاعتماد دستور قبل الانتخابات، فيما يقترح الرابع إنشاء لجنة حوار سياسي بناءً على الاتفاق السياسي الليبي لوضع اللمسات الأخيرة على قوانين الانتخابات والسلطة التنفيذية والدستور الدائم.

و تشهد العاصمة طرابلس حالة من الشلل، حيث يفر التجار بممتلكاتهم خوفاً من تصاعد الأحداث، كما انتشرت تقارير عن تهريب الذهب من مطار طرابلس إلى مدينة مصراتة وتحضيرات لمواجهات مسلحة محتملة في المطار. وعلى الصعيد الإقليمي، تجري مباحثات مصرية تركية للدفع نحو تشكيل حكومة موحدة لليبيا في محاولة لإنهاء حالة التشرذم السياسي، كما أعلنت السفارة البريطانية عن عملها على التهدئة في طرابلس مع إجلاء عدد محدود من موظفيها مؤقتاً إلى المملكة المتحدة كإجراء احترازي.

وفي إطار جهود التهدئة، التقى اللواء أسامة الجويلي، أحد القادة العسكريين المؤثرين في المنطقة الغربية، مع بعثة الأمم المتحدة في اجتماع بمدينة الزنتان لبحث اشتباكات طرابلس الأخيرة ومخرجات اللجنة الاستشارية الأممية، وتأتي هذه التطورات في وقت تواجه فيه ليبيا تحديات جمة على مختلف الأصعدة من انقسام سياسي مستمر منذ عام 2014 إلى تدهور في الخدمات العامة وتفشي الفساد، مما يزيد من حدة الغضب الشعبي ويدفع المواطنين للنزول إلى الشوارع للمطالبة بالتغيير والإصلاح.