You are currently viewing بوتين يستقبل الجنرال حفتر في الكرملين

بوتين يستقبل الجنرال حفتر في الكرملين

في تطور دبلوماسي بارز يعكس تعقيدات المشهد الليبي الراهن، استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر في الكرملين يوم 10 ماي 2025، وذلك حسبما أفاد المكتب الصحفي للكرملين.

وأكدت وكالة “ريا نوفوستي” أن “الرئيس التقى بالقائد العام للجيش الوطني الليبي، خليفة حفتر” في لقاء يأتي ضمن سلسلة من التحركات الروسية لتعزيز نفوذها في المنطقة، خاصةً في ظل التنافس الدولي المحتدم على الساحة الليبية.

لقاء مع وزير الدفاع الروسي

ولم يقتصر برنامج زيارة المشير حفتر إلى موسكو على لقاء الرئيس بوتين فحسب، بل شمل أيضاً اجتماعاً مع وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف. ووفقاً لما نشرته القيادة العامة للجيش الوطني الليبي على صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك، تناول اللقاء مناقشة آخر التطورات الإقليمية، فضلاً عن سبل تعزيز التعاون العسكري وتنسيق الجهود في عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وخلال اللقاء، أعرب الوزير بيلوسوف عن تقديره للدور الذي يلعبه حفتر في تعزيز الأمن والاستقرار في ليبيا، مشيداً بدعمه المستمر لاستقرار المنطقة. وتعكس هذه التصريحات استمرار الدعم الروسي لحفتر والجيش الوطني الليبي الذي يسيطر على شرق البلاد وأجزاء واسعة من جنوبها.

الزيارة في سياق التوازنات الإقليمية والدولية

تأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه ليبيا استقطاباً حاداً بين قوى محلية مدعومة من أطراف إقليمية ودولية متنافسة. فبينما تدعم روسيا بشكل واضح الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر في شرق البلاد، تقف تركيا وإيطاليا في الجانب الآخر كداعمين رئيسيين لحكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دولياً في طرابلس غرب البلاد.

وقد شهدت الأشهر الأخيرة تطوراً ملحوظاً في العلاقات التركية الإيطالية فيما يتعلق بالملف الليبي، حيث وقعت الدولتان سلسلة من الاتفاقيات الاقتصادية والأمنية التي تستهدف بشكل أساسي تعزيز نفوذهما في غرب ليبيا. وتشمل هذه الاتفاقيات مشاريع في مجالات الطاقة والبنية التحتية، فضلاً عن التعاون الأمني وضبط الهجرة غير الشرعية.

الاتفاقيات التركية الإيطالية وتداعياتها

تعد الاتفاقيات المبرمة بين تركيا وإيطاليا بمثابة محاولة لترسيخ نفوذ البلدين في غرب ليبيا، وتحديداً في المنطقة الممتدة من طرابلس وحتى الحدود التونسية. وتتضمن هذه الاتفاقيات:

  1. اتفاقيات للتنقيب عن النفط والغاز في المياه الإقليمية الليبية المتاخمة للسواحل الغربية
  2. مشاريع لإعادة الإعمار في المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة الوحدة الوطنية
  3. برامج تدريبية وتسليحية لدعم القوات الأمنية التابعة للحكومة في طرابلس
  4. اتفاقيات لمكافحة الهجرة غير الشرعية انطلاقاً من السواحل الليبية

وقد أثارت هذه الاتفاقيات قلقاً كبيراً لدى معسكر شرق ليبيا بقيادة حفتر، الذي يرى فيها تهديداً مباشراً لمصالحه، الأمر الذي دفعه على ما يبدو للبحث عن دعم إضافي من حلفائه الدوليين، وعلى رأسهم روسيا.

زيارة حفتر لموسكو: رسائل متعددة الأبعاد

يمكن النظر إلى زيارة حفتر لموسكو ولقائه بالرئيس بوتين ووزير الدفاع على أنها تحمل عدة رسائل:

  • رسالة للداخل الليبي: تأكيد على استمرار الدعم الروسي للجيش الوطني الليبي في مواجهة خصومه المحليين المدعومين من تركيا وإيطاليا.

  • رسالة إقليمية: إعادة تأكيد الوجود الروسي القوي في المنطقة، خاصة في ظل التحركات التركية المتزايدة في ليبيا والمنطقة ككل.

  • رسالة دولية: تحدٍ للنفوذ الغربي (خاصة الإيطالي) في ليبيا، وإشارة إلى أن موسكو لن تترك الساحة الليبية للقوى الغربية.