أقيمت في العاصمة الليبية طرابلس خلال الفترة من 14 إلى 16 أفريل 2025 سلسلة من الاجتماعات المكثفة بين مصلحة الجمارك الليبية والديوانة التونسية، في خطوة هامة نحو تعزيز التعاون الجمركي وتسهيل حركة التجارة والمسافرين بين البلدين.

بدأت فعاليات التعاون بمراسم استقبال رسمية صباح الاثنين 14 أفريل، حيث استقبل مدير عام مصلحة الجمارك الليبية المكلف نظيره التونسي والوفد المرافق له في مقر الإدارة العامة، بحضور كبار الضباط والمسؤولين من الجانب الليبي. عقب مراسم الاستقبال، انطلقت أعمال اللجنة الفنية الجمركية المشتركة التي استمرت على مدار ثلاثة أيام، مستكملة سلسلة اللقاءات السابقة الهادفة إلى دعم وتعزيز الروابط الاقتصادية والجمركية. وركزت المباحثات على عدة محاور أساسية، من أبرزها تسهيل حركة عبور البضائع والمسافرين، وتذليل الصعوبات التي تواجه المواطنين والمقيمين على جانبي الحدود.

وفي سياق متصل، شاركت مصلحة الجمارك الليبية بفعالية في أعمال الدورة العاشرة للجنة القنصلية الليبية التونسية التي انطلقت يوم الثلاثاء 15 أفريل بالعاصمة طرابلس، حيث مثّل المصلحة العميد جمال عبد الناصر من الإدارة العامة للشؤون الفنية. وتناولت اللجنة على مدار يومين العديد من الملفات القنصلية ذات الأولوية، مع تركيز خاص على تنسيق الجهود الجمركية لضمان انسيابية الحركة على المعابر الحدودية وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين.

وفي ختام الاجتماعات يوم الثلاثاء 16 أفريل، توّج الجانبان جهودهما بتوقيع محضر رسمي تضمّن تسعة بنود رئيسية تمثل أبرز المخرجات والتوصيات التي توصلت إليها اللجنة الفنية المشتركة. ومن أهم هذه البنود معالجة الإشكاليات المتعلقة بمحاضر الصلح الخاصة بمخالفات العملة بصحبة مسافر، ودعوة المواطنين الليبيين للاستفادة من إجراء العفو المطبق على المخالفات الديوانية خلال 2025، بالإضافة إلى تنفيذ دورات تكوينية مشتركة وورش عمل فنية على مستوى منفذي رأس جدير ووزان لرفع المستوى المهني للعاملين.

كما تضمنت المخرجات اعتماد آلية تواصل آنية بين الجانبين لمكافحة التهريب وملاحقة المهربين، واعتماد وثيقة التسليم والاستلام لجميع عمليات التوريد والتصدير مع إرفاق الوثائق ذات العلاقة. وفيما يتعلق بالقيود على القائمة السلبية للبضائع الأجنبية العابرة عبر تونس إلى ليبيا، أكد الجانب التونسي أنه قد تم عقد اجتماعات تنسيقية بين مختلف الوزارات المعنية لمراجعة القائمة المستثناة التونسية.

وأطلع الجانب الليبي نظيره التونسي على التطورات الأخيرة التي طرأت على منفذ رأس جدير، خاصة فيما يتعلق بجاهزية المبنى الجديد الذي تم تأسيسه وفقاً لاتفاقية المنفذ الجمركي المشترك، وكذلك أجهزة التفتيش الآلي التي سيتم تركيزها في النقطة صفر. من جانبه، صرح الجانب التونسي بأنه سيبدأ العمل المشترك فيما يخص التفتيش الآلي لحركة المسافرين من الجانب التونسي.

وشملت زيارة الوفد التونسي جولة ميدانية في المدينة الجمركية ومرافقها ومعهد التدريب والدراسات الجمركية، حيث تم تقديم عرض ميداني لوحدة كلاب الأثر (K9). واختتمت الزيارة في أجواء سادها الود والتقدير المتبادل، مع تبادل كلمات الشكر التي أكدت على عمق العلاقات الأخوية بين البلدين.

يُذكر أن هذه اللقاءات تأتي في إطار الجهود المتواصلة لتعزيز العلاقات الثنائية بين ليبيا وتونس، وتحسين آليات التعاون الجمركي بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين ويسهم في تحقيق التكامل الاقتصادي المنشود بينهما.