You are currently viewing الصحافة الأمريكية : مغادرة حكومة الدبيبة السلطة في ليبيا الغربية الشهر المقبل

الصحافة الأمريكية : مغادرة حكومة الدبيبة السلطة في ليبيا الغربية الشهر المقبل

في تطور لافت للأزمة الليبية، كشفت صحيفة “نيوزماكس” الأمريكية أن رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة قد يفقد منصبه في غضون الشهر المقبل، وسط تقارير عن تحركات سياسية واسعة لاختيار بديل له.

الدبيبة في مأزق وتلويح أمريكي بتغيير محتمل

وفقًا للتقرير الذي نشرته “نيوزماكس” في العاشر من أفريل الجاري، فإن “المؤشرات تنذر بأن حكومة رئيس الوزراء الليبي المتعثر عبد الحميد الدبيبة ستخرج من السلطة الشهر المقبل – في موعد أقصاه”، حسبما نقلت الصحيفة عن مصادر ليبية.

وذكر التقرير أن عبد الكريم مقيق، وهو عالم نووي معروف دوليًا بإشرافه على تفكيك الترسانة النووية لمعمر القذافي، التقى مؤخرًا بأعضاء لجنتي العلاقات الخارجية في مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين، وتحدث عن خطته لقيادة الحكومة و”جعل ليبيا عظيمة مرة أخرى” على حد تعبيره.

تركيا تُعيد حساباتها: التواصل مع معسكر حفتر

وفي خضم هذه التطورات، تشير تقارير إخبارية إلى أن تركيا بدأت بإعادة حساباتها في المشهد الليبي. فقد كشفت صحيفة “تركيا غازيتسي” التركية في تقرير لها بتاريخ 5 أفريل 2025 أن اللواء صدام خليفة حفتر، قائد القوات البرية بالجيش الوطني الليبي ونجل المشير خليفة حفتر، قد زار أنقرة والتقى وزير الدفاع التركي ياشار غولر وقائد القوات البرية الفريق أول سلجوق بيرقدار أوغلو.

ووفقًا للصحيفة، فإن “زيارة حفتر لتركيا للمرة الثانية في غضون عام للقيام باتصالات رسمية، تعطي إشارات قوية بشأن فهم أنقرة الدبلوماسي المتعدد الأبعاد والمتوازن في المعادلة الليبية”.

هذا التواصل بين تركيا ومعسكر حفتر يأتي في سياق تحولات هامة على الساحة الليبية، حيث أشارت تقارير سابقة نشرتها “ذا ديلي ريبورتس” أن تركيا كانت متورطة بعمق في الصراع الليبي، ودعمت حكومة الوفاق الوطني السابقة ضد قوات الجيش الوطني الليبي، وأرسلت مقاتلين وإمدادات عسكرية إلى ليبيا.

الدبيبة يستشعر الخطر ويتجه نحو أنقرة

وسط هذه التطورات المتسارعة، يبدو أن رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة قد استشعر الخطر المحدق بموقعه السياسي، مما دفعه للتوجه نحو أنقرة لتأمين الدعم التركي. ويبدو أن حكومة الدبيبة في طرابلس – المعترف بها من الأمم المتحدة وغالبية دول الغرب – تواجه تحديات متزايدة من قبل القوى المعارضة في شرق البلاد.

وكان الدبيبة قد اختير لرئاسة الوزراء في عام 2021 ووعد بإجراء انتخابات حرة للرئاسة والبرلمان، لكن ذلك لم يتحقق بعد، مما أدى إلى فقدان الدعم له داخل وخارج ليبيا ودعوات لاستبداله.

ليبيا المنقسمة والمستقبل الغامض

تعاني ليبيا، التي تعد رابع أكبر دولة في أفريقيا وسابع أكبر عضو في منظمة أوبك من حيث احتياطيات النفط، من انقسام حاد منذ الإطاحة الدموية بالزعيم معمر القذافي في عام 2011.

وتشبه “نيوزماكس” الوضع الليبي الحالي بانقسام الولايات المتحدة خلال الحرب الأهلية الأمريكية (1861-1865)، حيث توجد حكومة الدبيبة في طرابلس المعترف بها دوليًا من جهة، وحكومة في الجزء الشرقي من ليبيا (بنغازي) برئاسة المشير المعلن ذاتيًا خليفة حفتر، رئيس أركان الجيش السابق للقذافي، والذي يقود الآن القوات المسلحة العربية الليبية.

وفي ظل هذه التطورات المتلاحقة، يبقى السؤال: هل ستنجح مساعي عبد الكريم مقيق للوصول إلى رئاسة الوزراء في ليبيا؟ وما هي الاستراتيجية التركية الجديدة تجاه ليبيا مع تواصلها المتزامن مع كلا طرفي النزاع؟ وهل ستتمكن ليبيا من الخروج من أزمتها المستمرة منذ أكثر من عقد؟

العالم يترقب إجابات هذه الأسئلة في الأسابيع والأشهر القادمة، في ظل تغيرات جيوسياسية متسارعة تشهدها المنطقة والعالم.