يعود “ملتقى التنقّل؛ الدراسة في فرنسا” في نسخته الثالثة، ولكن هذه المرة بصيغة جولة في ثلاث مدن تونسية، في إطار سياسة فرنسية متواصلة تهدف إلى استقطاب الكفاءات التونسية وتشتيت أبناء البلاد. ستنطلق هذه الجولة من المعهد الفرنسي بتونس العاصمة، ثم المعهد الفرنسي بسوسة، وصولاً إلى المعهد الفرنسي بصفاقس، حيث ستُفتح الأبواب للزوار من الساعة العاشرة صباحاً إلى الخامسة مساءً.

يتضمن هذا الملتقى مشاركة عدد أكبر من المؤسسات والمجموعات الفرنسية، وعروضاً مغرية للطلبة التونسيين، إضافة إلى سلسلة من المؤتمرات حول مواضيع التعليم العالي والتنقّل، ومؤسسات التعليم العالي الخاص التونسي التي تقدم برامج وشراكات فرنسية، وكذلك وكالات فرنسية و تونسية لتشجيع الهجرة نحو فرنسا.

كما سيشارك في الملتقى “كامبوس فرانس تونس”، ومركز اللغة التابع للمعهد الفرنسي بتونس، والمكتب الفرنسي للهجرة والاندماج “OFII تونس”، وخدمات أخرى من الفريق الفرنسي في تونس. و سيتخلل البرنامج ورش عمل ومؤتمرات، إضافة إلى توزيع هدايا متنوعة من بينها تذاكر سفر و “مفاجآت أخرى”.

هذه المبادرة تكشف مجدداً عن استراتيجية السفارة الفرنسية الممتدة تاريخياً لاستنزاف العقول التونسية واستقطاب الشباب المتفوقين، من خلال التركيز على نشر اللغة الفرنسية وثقافتها وإغراء الطلبة بفرص التعليم والعمل في فرنسا، مما يشجعهم على مغادرة وطنهم والالتحاق بفرنسا.

وبينما يُقدَّم الملتقى كفرصة للتبادل الثقافي والأكاديمي، فإنه في الحقيقة يمثل حلقة في سلسلة طويلة من محاولات فرنسا للحفاظ على نفوذها في مستعمراتها السابقة، عبر تكريس التبعية الثقافية واللغوية والاقتصادية، وتحويل الشباب التونسي إلى قوة عاملة تخدم الاقتصاد الفرنسي بدلاً من المساهمة في بناء وطنهم.