اندلعت اشتباكات عنيفة في مدينة الزاوية غرب ليبيا منذ فجر يوم السبت، حيث تتصارع عدة فصائل مسلحة للسيطرة على مصفاة تكرير النفط الاستراتيجية، وسط مخاوف متزايدة من احتمال تضرر الخزانات النفطية وخطوط الغاز في المنطقة.

وتدور المواجهات المسلحة بين قوات “المنطقة العسكرية الساحل الغربي” بقيادة صلاح النمروش، وميليشيا “القصب” التي يقودها محمد كشلاف، ومجموعة “الكابوات” التابعة لعثمان اللهب آمر الكتيبة 103 المعروفة بـ”كتيبة السلعة”، بالإضافة إلى عناصر تابعة لجهاز مكافحة التهديدات الأمنية الحرشة. وتسعى هذه الأطراف لبسط نفوذها على المصفاة لما تمثله من موارد اقتصادية هائلة ونفوذ سياسي وعسكري في المنطقة.

وقد توسعت رقعة الاشتباكات لتشمل الطرق المؤدية إلى المصفاة والأحياء السكنية في المدينة، مما أدى إلى وقوع أضرار كبيرة في المنازل والمحال التجارية. وتشير التقارير الأولية إلى مقتل أحد عناصر جهاز مكافحة التهديدات الأمنية يدعى عاطف الحضيري، وإصابة العشرات من المدنيين والمقاتلين.

هذه الاشتباكات تمثّل مؤشر على أن الاستقرار في غرب ليبيا نسبي وهش، وقائم على تحالفات مصلحية وقتية. وتسلط هذه الأحداث الضوء على التحديات المستمرة التي تواجه ليبيا في تحقيق الاستقرار وتوحيد المؤسسات العسكرية والأمنية، خاصة في ظل تنافس الفصائل المسلحة على مصادر الثروة والنفوذ، مما قد يكون له تداعيات اقتصادية خطيرة على البلاد التي تعتمد بشكل أساسي على عائدات النفط.