في خطوة تعكس تعقيدات المشهد السياسي الليبي، طالب عضو مجلس النواب الليبي، بدر نحيب، روسيا بالتدخل لقطع الطريق أمام الدول الأوروبية التي – بحسب وصفه – تعطل المسار الديمقراطي في ليبيا. وتأتي هذه الدعوة في سياق البحث عن توازنات جديدة في العلاقات الدولية المؤثرة على الساحة الليبية.
وشدد نحيب خلال تصريحاته على “أهمية إنهاء نظرية القطبية الأحادية في العالم”، مشيراً إلى أن الهيمنة المنفردة لبعض القوى الدولية تشكل عائقاً أمام تطلعات الشعب الليبي نحو الاستقرار. كما أوضح أن “التوازن الدولي ضروري لضمان استقرار ليبيا وإبعادها عن الضغوط الخارجية” التي طالما أثرت سلباً على مسارات الحل السياسي.
ويأتي موقف البرلماني الليبي في ظل استمرار الانقسامات السياسية في البلاد وتعدد الأطراف الدولية المتدخلة في الشأن الليبي، مما يعقد المشهد ويزيد من صعوبة التوصل إلى حلول مستدامة. ويرى مراقبون أن الدعوة الروسية تعكس محاولة لإيجاد موطئ قدم في معادلة القوى المؤثرة على الساحة الليبية، خاصة في مواجهة النفوذ الأوروبي الذي يمتلك مصالح استراتيجية واقتصادية في المنطقة.
وفي سياق متصل، يشير خبراء في الشؤون الليبية إلى أن تنويع العلاقات الدولية قد يمنح ليبيا هامشاً أوسع للمناورة في علاقاتها الخارجية، لكنه يحمل في طياته مخاطر تحول البلاد إلى ساحة للصراعات الدولية وتصفية الحسابات الإقليمية، مما قد يؤدي إلى تعميق الأزمة بدلاً من حلها.
وتظل قضية السيادة الوطنية والقرار المستقل في صميم التحديات التي تواجه ليبيا، في وقت تتزايد فيه التدخلات الخارجية بمختلف أشكالها وتوجهاتها، الأمر الذي يجعل من مسألة التوازن الدولي، التي دعا إليها نحيب، موضوعاً محورياً في رسم مستقبل البلاد السياسي والاقتصادي والأمني.