You are currently viewing الاتحاد الأوروبي: نشاط ثقافي وشبابي مكثف في تونس

الاتحاد الأوروبي: نشاط ثقافي وشبابي مكثف في تونس

في ظل تزايد النشاط الثقافي والشبابي الأوروبي الممول من خلال برامج الشراكة بين تونس والاتحاد الأوروبي، برزت تساؤلات حول تأثير هذه البرامج على الهوية الثقافية والسيادة الوطنية التونسية. وتأتي هذه التساؤلات في إطار الإعلانات الأخيرة عن سلسلة من المشاريع والتمويلات التي تستهدف الشباب والجمعيات التونسية. إذ أعلنت مفوضية الاتحاد الأوروبي بتونس مؤخرًا عن سلسلة من المشاريع والتمويلات التي يدعمها الاتحاد الأوروبي، منها برنامج FORSA UE، الذي يهدف إلى تعزيز التعاون بين تونس ودول الاتحاد الأوروبي في المجالات الثقافية والشبابية. ومن بين هذه المشاريع:

1. إنشاء وثائقية في الرديف: تحت عنوان “نظرات متقاطعة”، تهدف هذه المبادرة إلى دعم صناع الأفلام الوثائقية، وهي ممولة من قِبَل جمعية *AMAVI* بدعم من *Maghroum’In*، ضمن برنامج *TACIR*.

2. عروض شغل في جمعية Youth Vision: حيث تبحث الجمعية عن مدير مشروع ومسؤول إداري ومالي ومسؤول لوجستي، وذلك في إطار مشروع *TOST* المدرج ضمن برنامج *SWAFY*.

3. انتداب خبراء لدورات تكوينية: في إطار مشروع *C2C* التابع لجمعية CEED تونس، يتم انتداب خبراء لتنشيط دورات تكوينية موجهة لدور الثقافة العمومية.

4. تمويل وربط شبكات: أطلق *AUEU Youth Lab* دعوة لتمويل حلول مقدمة من الشباب لمواجهة التحديات العالمية، مع تعزيز ربط المبتكرين في إفريقيا وأوروبا.

5. تعزيز قدرات الجمعيات: في إطار مشروع *Ta’ziz*، تم الإعلان عن دعوة للمشاركة موجهة للجمعيات الناشطة في المجتمع المدني بتونس الكبرى، نابل، زغوان، وسوسة.

6. دورة تكوينية حول منهجية البحث في الاقتصاد: في إطار مشروع *Savoir éco* أُعلن عن فتح باب الترشح لدورة تكوينية موجهة لمراكز التفكير الاقتصادي التونسية.

7. طلب عروض لتطوير أداة رقمية: تبحث *Pace-Amit* عن مزود لتطوير أداة رقمية مخصصة للصناعة 4.0

رغم أن هذه البرامج تهدف ظاهريًا إلى تعزيز التعاون بين تونس والاتحاد الأوروبي، فإنها تثير مخاوف حقيقية حول تأثيرها على الهوية الثقافية التونسية. فالكثافة المتزايدة لهذه الأنشطة قد تفرض منظومة القيم والأفكار الأوروبية على المجتمع التونسي، في سياق تاريخي معقد يتسم بفترات طويلة من الهيمنة الأجنبية.

وتبرز تساؤلات مشروعة حول استقلالية القرارات المتعلقة بهذه المشاريع، ومدى قدرة تونس على صون سيادتها الثقافية في ظل التدفق الكبير للتمويلات الأوروبية، خاصة في ضوء العلاقات غير المتكافئة تاريخيًا بين الجانبين.