بدأ وزير الداخلية الجزائري إبراهيم مراد يوم الاثنين زيارة رسمية إلى إسبانيا، مسجلاً أول زيارة من نوعها منذ الأزمة الدبلوماسية في عام 2022 التي جمدت الاتصالات رفيعة المستوى بين البلدين.
اندلعت الأزمة بعد أن أيد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز علناً خطة المغرب للحكم الذاتي في الصحراء الغربية في رسالة إلى الملك محمد السادس. واعتبرت الجزائر، الداعم القوي لجبهة البوليساريو التي تسعى لتقرير مصير الصحراء الغربية، هذه الخطوة خيانة وتحولاً في موقف إسبانيا المحايد منذ فترة طويلة.
أدت التداعيات اللاحقة إلى شبه توقف للتجارة بين البلدين، باستثناء صادرات الغاز الطبيعي الحيوية من الجزائر إلى إسبانيا. ومن المرجح أن تجارة الغاز هذه، الضرورية لاحتياجات إسبانيا من الطاقة، كانت عاملاً رئيسياً في حفز تجديد المشاركة الدبلوماسية.
تأتي زيارة مراد بعد اجتماع حديث بين وزيري خارجية الجزائر وإسبانيا في قمة مجموعة العشرين، مما يشير إلى ذوبان الجليد في العلاقات. ومع ذلك، يأتي هذا التقارب مع إسبانيا وسط توترات متزايدة بين الجزائر وفرنسا. حذر الرئيس الجزائري تبون مؤخراً من “قطيعة لا يمكن إصلاحها” مع فرنسا، مشيراً إلى استياء مستمر من الماضي الاستعماري لفرنسا والخلافات حول قضايا مثل الهجرة. كما أن دعم فرنسا لخطة الحكم الذاتي المغربية غذى أيضاً الاحتكاك الدبلوماسي.