في خضم التطورات السياسية المتسارعة في شمال أفريقيا، برز عضو الكونغرس الأمريكي جو ويلسون كشخصية محورية في تشكيل العلاقات الأمريكية مع دول المنطقة، وخاصة المغرب و تونس. ويثير هذا الدور المزدوج تساؤلات عميقة حول طبيعة العلاقات وتداخل المصالح في المنطقة.
وقد شهدت علاقة ويلسون مع المملكة المغربية تطوراً لافتاً، حيث يترأس حالياً مجموعة الصداقة المغربية-الأمريكية في الكونغرس. وتجلى دعمه القوي للمغرب في مواقف عديدة، أبرزها تأييده الصريح للسيادة المغربية على الصحراء، ووصفه لجبهة البوليساريو بالمليشيا الإرهابية. كما عمل بنشاط على تعزيز التعاون الاقتصادي والأمني بين البلدين، مستثمراً موقعه في الكونغرس للدفاع عن المصالح المغربية.
و في المقابل، اتخذ ويلسون موقفاً مغايراً تجاه تونس، حيث وجه مؤخّرا انتقادات حادة للرئيس قيس سعيد والمسار السياسي في البلاد, متهماً البلاد بالتراجع عن المسار الديمقراطي. ويثير هذا التباين في المواقف تساؤلات حول دور اللوبي المغربي في التأثير على صناع القرار الأمريكيين، خاصة مع تزامن تصعيد خطابه المناهض لتونس مع توتر العلاقات التونسية-المغربية. و ما يثير الانتباه هو التزامن بين تصعيد ويلسون لخطابه المناهض للرئيس التونسي مع تنامي التوتر في العلاقات التونسية-المغربية. هذا النمط يشير إلى احتمال وجود استراتيجية مغربية منظمة لاستخدام نفوذها في الكونغرس الأمريكي للضغط على تونس في القضايا الخلافية بين البلدين.