في تحول لافت للسياسة العسكرية الجزائرية، استقبل رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق أول السعيد شنقريحة، مسؤولاً رفيعاً من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، في خطوة تعكس تغيراً في توجهات الجزائر العسكرية التي اعتمدت تاريخياً على روسيا كشريك رئيسي.
ويأتي هذا التحول في وقت تشهد فيه روسيا تحديات كبيرة على خلفية حرب أوكرانيا، مما دفع الجزائر إلى إعادة تقييم تحالفاتها العسكرية. فبعد عقود من الاعتماد شبه الكلي على السلاح الروسي وتدريب الضباط في موسكو، بدأت الجزائر في تنويع شراكاتها العسكرية، متجهة نحو الغرب وحلف الناتو.
وتكشف تصريحات الفريق شنقريحة عن رغبة جزائرية في تعزيز التعاون مع الناتو، خاصة من خلال إطار الحوار المتوسطي الذي انضمت إليه الجزائر عام 2000. ويبدو أن القيادة العسكرية الجزائرية ترى في التقارب مع الناتو فرصة لتحديث قدراتها العسكرية والاستفادة من الخبرات الغربية في مجال مكافحة الإرهاب و أمن الحدود.
ويرى محللون أن هذا التحول الاستراتيجي يعكس قراءة واقعية للمشهد الدولي، حيث أدى الضعف النسبي لروسيا، نتيجة العقوبات الغربية وتداعيات الحرب في أوكرانيا، إلى دفع الجزائر نحو البحث عن بدائل لضمان أمنها. كما أن التعاون مع الناتو يمنح الجزائر هامشاً أوسع للمناورة في علاقاتها الدولية.