شهدت العاصمة الكونغولية كينشاسا موجة من الاحتجاجات الغاضبة ضد السفارات الأجنبية، في تطور دراماتيكي للأزمة المشتعلة في شرق البلاد، حيث تواجه مدينة غوما معارك دامية مع حركة 23 مارس المتمردة المدعومة من رواندا.
وتأتي هذه الاحتجاجات، التي استهدفت سفارات عدة دول بينها فرنسا والولايات المتحدة ورواندا وأوغندا وكينيا، للتنديد بما وصفه المتظاهرون بـ”الصمت والتواطؤ الدولي” تجاه المأساة الإنسانية المتفاقمة في شرق البلاد. وتشهد مدينة غوما، التي يقطنها مليون نسمة إضافة إلى عدد مماثل من اللاجئين، معارك عنيفة خلفت ما لا يقل عن 17 قتيلاً و400 جريح، فيما تشير التقارير الميدانية إلى أرقام أكبر بكثير.
وقد نددت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتأثير المدمر للمعارك على المدنيين، حيث أعرب رئيس بعثتها في الكونغو، فرانسوا موريون، عن قلقه البالغ إزاء تدهور الوضع في غوما ومحيطها، مستنكراً نهب المخازن الطبية التي تعتمد عليها المستشفيات في علاج الجرحى.
ويتهم المتظاهرون الغربيون، وخاصة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بدعم النظام الرواندي برئاسة بول كاغامي، الذي يقدم دعماً عسكرياً كبيراً لحركة 23 مارس المتمردة، بما في ذلك الأسلحة الثقيلة والمعدات المتطورة وآلاف الجنود. كما يشيرون إلى تواطؤ هذه الدول في نهب الموارد المعدنية الاستراتيجية من شرق الكونغو، وخاصة معدن الكولتان في إقليم شمال كيفو، الذي يعد من أغنى مناطق العالم بالمعادن.
وفي رد فعل على الاحتجاجات، أدان وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو بشدة الهجوم على السفارة الفرنسية والبعثات الدبلوماسية الأخرى. لكن المحتجين يؤكدون أن هذه الاحتجاجات تأتي للفت الانتباه الدولي إلى المأساة المستمرة في شرق البلاد، وللمطالبة بموقف حازم من المجتمع الدولي لوقف العدوان المستمر على الأراضي الكونغولية.