في تطور مثير للجدل على الساحة السياسية والاقتصادية بمنطقة الصحراء الكبرى، تصعّد جبهة البوليساريو من لهجتها التهديدية ضد المشروع التجاري المشترك بين المغرب وموريتانيا. يأتي هذا التصعيد وسط توتر متزايد ومخاوف من احتمال اندلاع صراع مسلح يهدد استقرار المنطقة.

أطلق البشير مصطفى السيد، القيادي البارز في جبهة البوليساريو، تحذيرات صريحة للسلطات الموريتانية، مطالباً بوقف المشروع الاستراتيجي الذي يربط البلدين بمعبر تجاري. واصفاً المشروع بأنه خطوة خطيرة قد تجر موريتانيا إلى صراع مسلح، اعتبر السيد أن المعبر سيحوّل “حدود الصحراويين إلى حدود مغربية”، مما يشكل تهديداً مباشراً للمصالح الإقليمية.

يمتد المشروع على مسافة 53 كيلومتراً ويهدف إلى تعزيز التبادل التجاري وتسهيل حركة البضائع بين المغرب وموريتانيا. على الرغم من أن هذه ليست المرة الأولى التي تطلق فيها البوليساريو تهديدات مماثلة – حيث سبق لزعيمها إبراهيم غالي التحذير في عام 2019 – يبدو أن المغرب وموريتانيا ماضيان قدماً في تنفيذ المشروع.

المشروع الذي بدأ تنفيذه في فيفري 2024 يقترب من الاكتمال، وسط ترحيب واسع في الأوساط الاقتصادية. يعكس هذا التطور رغبة البلدين في تعزيز شراكتهما الاقتصادية، متجاهلين الضغوط والتهديدات التي تمارسها جبهة البوليساريو.

الموقف الحالي يضع المنطقة على صفيح ساخن، حيث تتصاعد التوترات بين الأطراف المختلفة. فيما تصر البوليساريو على موقفها الرافض للمشروع وتلوح بشبح التصعيد العسكري.

هذا التطور يمثل اختباراً حقيقياً للتوازن الهش في منطقة الصحراء الكبرى، حيث تتشابك المصالح السياسية والاقتصادية بشكل معقد، ويبقى السؤال المطروح: هل ستنجح الدبلوماسية في احتواء التوتر أم ستنزلق المنطقة نحو المزيد من عدم الاستقرار؟