أعلنت السفارة الأمريكية في تونس عن إطلاق برنامج تدريبي صيفي في مجال علوم الفضاء، يستهدف الطلاب التونسيين في المرحلة العمرية من 15 إلى 18 عاماً. ويأتي هذا البرنامج بالتعاون مع مؤسسة “أميديست تونس” (Amideast/Tunisia)، المنظمة المرتبطة بوزارة الخارجية الأمريكية والناشطة في المجال التعليمي بتونس.
ووفقاً للإعلان، سيتم اختيار 16 طالباً تونسياً للمشاركة في برنامج تدريبي متخصص يمتد لأسبوع كامل، يتعرفون خلاله على تجربة رواد الفضاء وحياتهم. وتتكفل السفارة الأمريكية بتغطية جميع نفقات البرنامج للمشاركين المختارين.
ويأتي هذا البرنامج في سياق سلسلة من الأنشطة الثقافية والتعليمية التي تنظمها السفارة الأمريكية في تونس، والتي تتجاوز نطاق العمل الدبلوماسي التقليدي. غير أن هذه المبادرات تثير تساؤلات جدية حول دوافع السفارة من وراء تخصيص موارد مالية لأنشطة لا ترتبط مباشرة بخدمة مصالح الجالية الأمريكية أو تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع تونس.
ومما يزيد من هذه المخاوف أن البرنامج يستهدف فئة عمرية حساسة من الشباب التونسي في مرحلة تكوين شخصيتهم وهويتهم، مما قد يفتح الباب أمام تأثيرات ثقافية وفكرية على المشاركين. وتطرح هذه النقطة تساؤلات إضافية حول مدى تأثير مثل هذه البرامج على الهوية الثقافية للشباب التونسي وتوجهاتهم المستقبلية.
ورغم الفرص التعليمية التي قد يوفرها هذا البرنامج، إلا أن توقيته وطبيعته وارتباطه بمؤسسة أميديست، المعروفة بصلاتها الوثيقة بوزارة الخارجية الأمريكية، تدفع المراقبين إلى التساؤل عن الأهداف الحقيقية وراء هذه المبادرة وتأثيراتها المحتملة على المدى البعيد.