في تطور لافت للأحداث في منطقة بحر البلطيق، أعلن حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن خطة جديدة لنشر فرقاطات وطائرات دورية وطائرات مسيرة بحرية في المنطقة، في إطار عملية أطلق عليها اسم “حارس البلطيق” (Baltic Sentry). يأتي هذا القرار في أعقاب سلسلة من الحوادث التي تعرضت فيها كابلات الطاقة والاتصالات وخطوط أنابيب الغاز للضرر.
وفي مؤتمر صحفي عقد في هلسنكي عقب اجتماع ضم ثماني دول، صرح الأمين العام لحلف الناتو مارك روته بأن أي تهديدات محتملة للبنية التحتية ستترتب عليها عواقب، بما في ذلك إمكانية صعود السفن وحجزها واعتقال طواقمها. وجاء هذا التصريح بعد حادثة لافتة الشهر الماضي، حيث صادرت الشرطة الفنلندية ناقلة نفط روسية للاشتباه في تسببها بأضرار لخط الطاقة Estlink 2 بين فنلندا وإستونيا وأربعة كابلات اتصالات، عبر جر مرساتها على قاع البحر.
وفي هذا السياق، أكد الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب وجود رابط “مؤكد” بين الحادث وروسيا، مشيراً إلى أن السفينة كانت جزءاً من “الأسطول الظل” الروسي وأن حمولتها كانت روسية بشكل واضح. ومع ذلك، أشار إلى أنه من المبكر استخلاص استنتاجات إضافية حول المسؤولية.
كما أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز عن خطط لاستهداف “الأسطول الظل” الروسي في المنطقة بعقوبات جديدة. وأوضح أن هذه العقوبات ستشمل سفناً وشركات شحن محددة.
ومع ذلك، أشار الرئيس اللاتفي إدغارس رينكيفيتش إلى التحديات التي تواجه مراقبة حركة الملاحة في بحر البلطيق، حيث تعبر المنطقة نحو 2000 سفينة يومياً. وأضاف أنه رغم استحالة ضمان حماية كاملة بنسبة 100%، إلا أن إرسال إشارة قوية من شأنه أن يؤدي إلى تراجع أو حتى توقف مثل هذه الحوادث.
من جانبه، أكد الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات القانونية لتقييم الإجراءات التي يمكن اتخاذها ضد السفن المشتبه بها، مع الحفاظ على قواعد حرية الملاحة. وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه المنطقة حالة تأهب مرتفعة خوفاً من عمليات تخريب محتملة، رغم نفي الجيش البولندي لتقارير إعلامية محلية تحدثت عن رصد سفينة تابعة “للأسطول الظل” الروسي تدور بالقرب من خط أنابيب الغاز Baltic Pipe.