كشف تقرير نشرته صحيفة “لاكروا” الفرنسية عن محاولات باريس المستمرة لاستعادة دورها المؤثر في المشهد الليبي، في ظل تراجع دراماتيكي لمكانتها الاقتصادية والسياسية منذ التدخل العسكري عام 2011. وأظهر التقرير تدهور المكانة الفرنسية من ثاني أكبر شريك اقتصادي لليبيا إلى المرتبة الثامنة بحلول عام 2022، مع انخفاض حجم التبادل التجاري إلى 3% فقط من إجمالي التجارة الفرنسية. ويتزامن هذا التراجع مع بدء محاكمة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي بتهم فساد مرتبطة بتمويل حملته الانتخابية لعام 2007 بأموال ليبية، مما يسلط الضوء على تحول العلاقات الفرنسية-الليبية من التحالف الاستراتيجي إلى التراجع والتوتر. وبحسب الخبير جلال حرشاوي، فإن النفوذ الفرنسي في ليبيا شهد انحساراً كبيراً لصالح قوى دولية أخرى، خاصة روسيا وتركيا، اللتين أصبحتا تهيمنان على المشهد الليبي. ومع ذلك، يرى التقرير أن فرنسا لا تزال تمتلك فرصة لاستعادة دورها الفاعل، شريطة تبنيها استراتيجية واضحة المعالم بالتعاون مع المجتمع الدولي.
