في خطوة تعكس تطور العلاقات العسكرية بين المغرب والهند، وصلت السفينة الحربية الهندية “INS Tushil” إلى ميناء الدار البيضاء هذا الأسبوع، حيث تشكل هذه الزيارة، التي تعد الرابعة من نوعها خلال العام الحالي، فرصة لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين البحريتين المغربية والهندية. وسيشارك الطرفان في تمرينات بحرية مشتركة تهدف إلى تحسين القدرات العملياتية وتبادل أفضل الممارسات.
وتتميز الهند بقدرات عسكرية وصناعية متقدمة، حيث طورت صناعة محلية متطورة للسفن الحربية وحاملات الطائرات والمدمرات والفرقاطات، واستثمرت بشكل كبير في البحوث التكنولوجية العسكرية. كما تمتلك خبرة واسعة في مجال الأمن السيبراني والحروب الإلكترونية، وقدرات متقدمة في تصنيع الأسلحة المتطورة مثل طائرات “الميغ” و”السوخوي” و”الرافال”.
ويفتح هذا التعاون آفاقاً واعدة للمغرب في مجالات عدة، تشمل نقل التكنولوجيا وبناء شراكات استراتيجية في مجال التصنيع العسكري، وتطوير القدرات البحرية في مجالات التكنولوجيا والتدريب والصيانة. كما يمكن للمغرب الاستفادة من الخبرة الهندية في بناء السفن الحربية والغواصات، وتعزيز التعاون في مجال مكافحة التحديات البحرية المشتركة كالقرصنة والتهريب.
ويكتسب التعاون المغربي الهندي أهمية خاصة نظراً للموقع الاستراتيجي للبلدين، حيث يتمتع المغرب بواجهة بحرية مزدوجة على البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، فيما تبرز الهند كقوة بحرية ناشئة في المحيط الهندي. ويساهم هذا التعاون في تنويع الشركاء العسكريين للمغرب بعيداً عن الشركاء التقليديين، وتعزيز مرونته في التفاوض على صفقات التسليح، وتقوية استقلالية قراره العسكري، مع الاستفادة من مختلف المدارس والعقائد العسكرية العالمية.
وتشكل هذه الشراكة خطوة هامة نحو تحقيق طموحات المغرب في تطوير صناعته العسكرية وتعزيز سيادته الدفاعية، مستفيداً من الخبرة الهندية المتقدمة في هذا المجال، وموطداً بذلك موقعه كقوة إقليمية صاعدة في المجال العسكري والدفاعي.