You are currently viewing فرنسا تسلم أول قاعدة عسكرية في تشاد: خطوة تاريخية نحو الانسحاب الكامل

فرنسا تسلم أول قاعدة عسكرية في تشاد: خطوة تاريخية نحو الانسحاب الكامل

  • Post category:Non classé
  • Reading time:1 mins read

في خطوة تاريخية تعكس تحولاً جذرياً في العلاقات العسكرية الفرنسية-التشادية، أتمت فرنسا تسليم قاعدة فايا لارجو العسكرية إلى السلطات التشادية، مسجلة بذلك أولى خطوات انسحابها الكامل من البلاد. وقد جرت مراسم التسليم الرسمية يوم الخميس بحضور مسؤولين مدنيين وعسكريين تشاديين.

وفي إطار عملية الانسحاب المنظمة، غادر الجنود الفرنسيون الثلاثون المتمركزون في القاعدة الجوية متوجهين إلى العاصمة نجامينا، فيما يجري الإعداد لنقل عدة أطنان من المعدات العسكرية إلى فرنسا خلال الأيام المقبلة. وأكد رئيس أركان الجيش الفرنسي أن عملية التسليم جرت وفقاً للجدول الزمني والشروط المتفق عليها مع الجانب التشادي.

ويشكل هذا التسليم المرحلة الأولى من خطة الانسحاب الشاملة، حيث سيتبعه انسحاب القوات الفرنسية المتبقية البالغ عددها 100 جندي من أبشي شرق تشاد، قبل الانسحاب النهائي من معسكر كوسي في نجامينا. وكانت تشاد قد منحت فرنسا مهلة ستة أسابيع لإجلاء قواتها العسكرية في 20 ديسمبر، وذلك في أعقاب قرارها إنهاء اتفاقيات الأمن والدفاع التي ربطتها بفرنسا منذ نهاية الحقبة الاستعمارية.

ورغم أن هذا القرار شكل مفاجأة للدبلوماسيين الفرنسيين، إلا أن الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي شدد على أن هذه الخطوة لا تهدف إلى توتير العلاقات مع فرنسا، التي سبق وأن طُلب منها سحب قواتها من مالي وبوركينا فاسو والنيجر في السنوات الأخيرة. وتجدر الإشارة إلى أن تشاد، التي كانت آخر دولة في منطقة الساحل تستضيف قوات فرنسية، لا تزال تمر بمرحلة انتقالية سياسية منذ الانقلاب الذي أوصل ديبي إلى السلطة في عام 2020.

يأتي هذا التطور في سياق تحولات إقليمية عميقة تشهدها منطقة الساحل، حيث تسعى دول المنطقة إلى إعادة تشكيل علاقاتها الاستراتيجية والأمنية بعيداً عن النفوذ الفرنسي التقليدي. ويمثل هذا الانسحاب نهاية حقبة من الوجود العسكري الفرنسي في المنطقة، مما يفتح الباب أمام تحولات جيوسياسية جديدة في القارة الأفريقية.