في تطور هام يعكس تزايد الضغوط الشعبية والعسكرية لإنهاء الانقسام، أطلقت قيادات عسكرية وحراكات شعبية في مدينة مصراتة الليبية نداءً عاجلاً للخروج من المأزق السياسي المعقد. دعا البيان، الذي يمثل صوت أحد أهم معاقل القوى الوطنية الليبية، إلى تشكيل حكومة موحدة تحظى بتوافق جميع الأطراف، قادرة على بسط سيطرتها على كامل التراب الليبي وإدارة المرحلة القادمة بمسؤولية وطنية.

شدد البيان على ضرورة تنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية وفق اتفاقات واضحة، مع وضع جدول زمني محدد يضمن التوافق حول العملية الانتخابية وإلزام جميع الأطراف بقبول نتائجها.

وجه البيان انتقادات لاذعة للأمم المتحدة والمجتمع الدولي، متهمًا إياهم بالتقصير في إجبار الأجسام السياسية على الوفاء بالتزاماتها، وإفشال فرص إجراء الانتخابات التي كانت مقررة عام 2021.

أكدت القيادات على أهمية تعزيز المصالحة الوطنية بين مختلف مكونات الشعب الليبي، والعمل على استعادة الثقة بين مختلف الأطراف التي مزقت الانقسامات السياسية نسيج الدولة الليبية.

يأتي هذا البيان في سياق متصاعد من الضغوط الشعبية والعسكرية الرامية إلى إنهاء حالة الشلل السياسي التي تعاني منها ليبيا منذ سنوات، والعودة بالبلاد إلى مسار المؤسسات الشرعية.

وجه البيان رسالة واضحة مفادها أن الشعب الليبي، وخاصة في مدينة مصراتة ذات الثقل السياسي والعسكري، لم يعد يقبل باستمرار حالة الانقسام والتشرذم التي أنهكت البلاد وأضعفت مؤسساتها. كما دعا المصراتيون إلى ضرورة وضع خارطة طريق واضحة المعالم، تأخذ في الاعتبار الأخطاء السابقة، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الاستقرار والتوافق الوطني.