في خطوة دبلوماسية حاسمة، استدعت الجزائر اليوم سفير فرنسا ستيفان روماتيه إلى مقر وزارة الخارجية، في تصعيد جديد للأزمة المستمرة بين البلدين منذ أربعة أشهر ونصف.
وفقًا لمصادر دبلوماسية موثوقة نقلتها صحيفة “المجاهد” الحكومية، جاء الاستدعاء للتعبير عن “الاستنكار الشديد” للسلطات الجزائرية العليا إزاء “الاستفزازات والأعمال العدائية” الفرنسية المتكررة.
تأتي هذه الخطوة عقب “كشوفات خطيرة” تتعلق بتورط المخابرات الفرنسية (DGSE) في محاولات تجنيد إرهابيين سابقين داخل الجزائر بهدف زعزعة استقرارها. وقد أكد محمد أمين عيساوي، وهو أحد المعنيين بهذه القضية، تفاصيل هذه المحاولات في مقابلة تلفزيونية.
أكدت المصادر الدبلوماسية أن الجزائر “عازمة على الحفاظ على كرامتها” وستتخذ جميع الإجراءات اللازمة للتصدي لمحاولات التدخل الأجنبي.
يأتي هذا التصعيد في سياق أزمة متصاعدة بدأت باستدعاء الجزائر لسفيرها من فرنسا في جويلية الماضي، على خلفية اعتراف باريس بـ”السيادة المغربية” على الصحراء الغربية.
وزادت حدة التوتر مؤخرًا باعتقال الكاتب الفرنسي الجزائري بلعم سنصال في نوفمبر، وما تبعه من حملة إعلامية وصفتها الجزائر بـ”الهجوم المنهجي” و”الاستفزازات المتكررة”.
تشير الصحيفة الجزائرية إلى وجود “هوس مرضي معادٍ للجزائر”، متسائلة عما إذا كانت هذه الممارسات محاولة لتحويل الانتباه عن الأزمات الداخلية الفرنسية باتخاذ الجزائر “كبش فداء”.
وتؤكد المصادر أن الجزائر ستظل ملتزمة بالإطار الدبلوماسي الرسمي، مع إصرارها على الدفاع عن سيادتها واحترام مصالحها الوطنية.