ولد عبد الرحمن مصطفى عام 1964 في مدينة جرابلس بريف حلب الشمالي لعائلة تركمانية بسيطة، وحمل شهادة في الاقتصاد من جامعة حلب. بدأت رحلته السياسية عام 2012 عندما انخرط في تنظيم مشاركة المكون التركماني في الثورة السورية، وأصبح عضوًا مؤسسًا في المنتدى التركماني السوري.
رغم أنه لم يكن مرشحًا أوليًا للمجلس التركماني، إلا أنه نجح في الوصول إليه بدعم من الحزب القومي التركي. وفي ماي 2014، انتُخب رئيسًا للمجلس التركماني، ليبدأ مساره نحو المناصب القيادية في المعارضة السورية.
انضم مصطفى إلى الائتلاف الوطني السوري عام 2014 ضمن حصة المكون التركماني، وفي ماي 2017 أصبح نائبًا لرئيس الائتلاف. بعد استقالة رياض سيف، تولى رئاسة الائتلاف في فيفري 2018 وفاز بالانتخابات في ماي 2019.
كانت العلاقة التركية واضحة في مساره السياسي. طلبت أنقرة من الائتلاف تعيين رئيس يوافق على محادثات سوتشي، و وجدت في مصطفى الشخص المناسب. في سبتمبر 2019، انتقل إلى رئاسة الحكومة السورية المؤقتة بعد تبديل المناصب مع أنس العبداه.
وصفه مصدر مطلع بأنه “الأنسب للأتراك” نظرًا لانصياعه وطاعته. حصل على دعم غير محدود من الأجهزة التركية والحزب القومي، وعمل على توسيع نفوذه وإعادة تشكيل المجالس المحلية.
حاول الائتلاف مرتين سحب الثقة منه، لكن تركيا تدخلت واعتبرته “خطًا أحمر”. يمتلك مصطفى نحو 30% من أصوات الائتلاف من خلال تحالفات مع سياسيين مؤثرين. حتى أن الائتلاف عدّل نظامه الداخلي في أفريل 2022 ليسمح له بالبقاء في منصبه.
يرى محللون أن دعم مصطفى يأتي ضمن استراتيجية تركية للتحضير لتشكيل المشهد السياسي الجديد في سوريا. فهو شخصية “مطواعة” يمكن الاعتماد عليها في المفاوضات المستقبلية، وسيكون ورقة رابحة في يد أنقرة عند التفاوض.
يبدو أن عبد الرحمن مصطفى هو رمز للنفوذ التركي المتزايد داخل المعارضة السورية، وأداة محتملة للتمكّن التركي في المنطقة.