أعلنت إيران دعمها الكامل للحكومة السورية وجيشها، وسط تطورات ميدانية مهمة شهدتها مدينة حلب، حيث سيطرت المجموعات المسلحة على مطار حلب الدولي وأجزاء واسعة من المدينة في هجوم مباغت.
صرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، نقلاً عن وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، بأن “نؤيد بشكل راسخ الجيش والحكومة السورية”، مؤكداً أن “الجيش السوري سينتصر مرة أخرى على هذه المجموعات الإرهابية كما حدث في الماضي”.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن المتمردين بقيادة هيئة تحرير الشام سيطروا على مطار حلب الدولي، وهو أول مطار دولي يقع تحت سيطرة المتمردين. كما أجبرت هذه القوات محافظ حلب والشرطة وفروع الأمن على الانسحاب من وسط المدينة.
وردت القوات الجوية الروسية والسورية بقصف مدينة إدلب يوم الأحد، في محاولة لصد هجمات المتمردين. وقد أسفرت الاشتباكات عن مقتل 347 شخصاً، بينهم 40 مدنياً، من بينهم خمسة أطفال وثلاث نساء.
أعرب المستشار الأمريكي للأمن القومي جيك سوليفان عن مخاوف بلاده من هيئة تحرير الشام، واصفاً إياها بـ”العدو الإرهابي”، ودعا إلى “التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن التي يمكن أن تجلب قدراً من السلام والاستقرار في سوريا”.
يأتي هذا التصعيد وسط أزمة إنسانية متفاقمة في سوريا، بعد 13 عاماً من الحرب الأهلية التي بدأت في عام 2011 كحركة احتجاج ضد حكم للأسد.
أكد الرئيس السوري بشار الأسد في أول تعليق له أن سوريا ستستمر في “الدفاع عن استقرارها وسلامة أراضيها ضد الإرهابيين وداعميهم”، مشيراً إلى أن البلاد قادرة على هزيمتهم مهما اشتدت هجماتهم.
يبدو الدعم الإيراني للأسد واضحاً في هذه المرحلة الحرجة، حيث ترى طهران سوريا جزءاً حيوياً من استراتيجيتها الإقليمية، توفر ممراً برياً لحزب الله في لبنان و جبهة ضد النفوذ الإسرائيلي.
وفي الوقت الذي يسيطر فيه الأسد على حوالي 70% من الأراضي السورية، تبقى المناطق المتبقية تحت سيطرة مجموعات مختلفة والقوات الكردية ودول مثل الولايات المتحدة و تركيا.
ويبدو أن المشهد المعقد في سوريا سيستمر، مع تدخلات إقليمية ودولية متشابكة، تجعل من حل الأزمة السورية معضلة صعبة المنال.