في تطور دبلوماسي هام، أعلنت تشاد رسميًا إنهاء اتفاقية الدفاع العسكري مع فرنسا، وهي الخطوة التي ستتطلب انسحاب القوات الفرنسية من الدولة الأفريقية. جاء الإعلان في بيان رسمي أدلى به وزير الخارجية التشادي عبد الرحمن كولامالا، الذي أكد أن بلاده “نضجت وأصبحت دولة ذات سيادة تغار على استقلالها”.
خلفيات القرار :
يأتي هذا القرار بعد سلسلة من التحولات الجيوسياسية في منطقة الساحل، حيث شهدت دول أخرى مثل مالي والنيجر وبوركينا فاسو انسحاب القوات الفرنسية خلال السنوات الماضية. تمتلك تشاد حاليًا حوالي ألف جندي فرنسي ومقاتلات حربية على أراضيها، وهي آخر دولة في منطقة الساحل لا تزال تستضيف قوات فرنسية.
التوجه نحو روسيا :
يبدو أن تشاد تتجه بشكل متزايد نحو روسيا، حيث يسعى الرئيس الحالي محمد إدريس ديبي إلى تعزيز العلاقات مع موسكو. تجدر الإشارة إلى أن تشاد تحدها دول مثل جمهورية أفريقيا الوسطى والسودان وليبيا والنيجر، وهي دول تستضيف بالفعل قوات من مجموعة فاغنر الروسية.
السياق التاريخي :
بعد 66 عامًا من الاستقلال،ترغب تشاد في “تأكيد سيادتها بشكل كامل”، كما جاء في البيان الرسمي للخارجية. وقد تم تنقيح اتفاقية الدفاع مع فرنسا في عام 2019، لكن القرار الحالي يمثل تحولًا جذريًا في العلاقات.
رد الفعل الفرنسي :
علق المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف لومواين على القرار، مؤكدًا أن فرنسا كانت تجري محادثات منذ عامين حول إعادة تشكيل وجودها العسكري في أفريقيا.
التداعيات الإقليمية :
يُعتبر هذا القرار جزءًا من موجة متزايدة من الانتقادات للوجود الاستعماري الفرنسي في أفريقيا. وقد عبر الرئيس السنغالي باسيرو ديومي فاي عن رأي مماثل، معتبرًا وجود القوات الفرنسية “غير مناسب”.
يمثل قرار تشاد علامة فارقة في العلاقات الأفريقية-الفرنسية، ويعكس رغبة متزايدة في الاستقلال السياسي والاستراتيجي للدول الأفريقية التي سعت طويلًا للتحرر من النفوذ الاستعماري.