في تطور دبلوماسي هام، التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ بولي العهد المغربي الأمير مولاي الحسن في الدار البيضاء خلال توقف تقني في طريق عودته إلى الصين بعد مشاركته في قمة مجموعة العشرين التاسعة عشرة وزيارة دولة للبرازيل.
وفي هذا اللقاء التاريخي الذي جرى مساء الخميس، أكد الرئيس شي التزام الصين بدعم المغرب في الحفاظ على أمنه واستقراره الوطني، معربًا عن استعداد بلاده للعمل مع المملكة المغربية لمواصلة الدعم المتبادل في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية للبلدين.
وبناءً على تعليمات من الملك محمد السادس، استقبل ولي العهد ورئيس الوزراء المغربي عزيز أخنوش الرئيس شي في مطار محمد الخامس الدولي، حيث أقيم حفل استقبال رسمي. وخلال المحادثات الودية، طلب الرئيس شي من الأمير نقل تحياته وتمنياته الصادقة للملك المغربي.
وأشار شي إلى التطور الإيجابي في العلاقات الصينية-المغربية، مشيداً بالتعاون العملي المثمر والتبادلات المتزايدة في مختلف المجالات. واستذكر الزيارة الدولة التي قام بها الملك محمد السادس إلى الصين في عام 2016، والتي شهدت محادثات مثمرة أدت إلى رفع مستوى العلاقات بين البلدين.
وأكد الرئيس الصيني استعداد بلاده للعمل مع المغرب لتنفيذ نتائج قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني-الأفريقي والاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون العربي-الصيني، وتحقيق المزيد من الإنجازات في التعاون العملي في إطار مبادرة الحزام والطريق.
من جانبه، نقل الأمير مولاي الحسن تحيات وترحيب الملك محمد السادس الحار بالرئيس شي، مشيراً إلى أن العلاقات المغربية-الصينية حافظت على زخم تطور جيد. وأعرب عن امتنان بلاده للدعم القيم الذي قدمته الصين خلال جائحة كوفيد-19، مؤكداً أن الشعب المغربي لن ينسى ذلك أبداً.
وفي السياق الاقتصادي، شهدت العلاقات بين البلدين تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث كثفت الصين استثماراتها في قطاعات البنية التحتية والسكك الحديدية والسيارات الكهربائية في المغرب. وفي 13 نوفمبر، وقعت شركة Gotion High-Tech الصينية المصنعة لبطاريات السيارات الكهربائية اتفاقية مع صندوق الإيداع والتدبير المغربي في هيفي بمقاطعة آنهوي، لتطوير مصنع عملاق للبطاريات الكهربائية في القنيطرة بالمغرب.
ومن المتوقع أن يستقطب مشروع مصنع القنيطرة استثماراً أولياً قدره 13 مليار درهم (1.3 مليار دولار)، حيث ستركز المرحلة الأولى على إنتاج 20 جيجاواط ساعة من بطاريات الليثيوم أيون ومواد الكاثود. ومن المتوقع أن يوفر المشروع حوالي 2,300 فرصة عمل، مما يساهم بشكل كبير في التوظيف المحلي والنمو الاقتصادي.
وتأتي هذه الزيارة في إطار جولة الرئيس شي في أمريكا اللاتينية التي بدأت في 13 نوفمبر، والتي شملت أيضاً بيرو للمشاركة في الاجتماع الـ31 لقادة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (APEC) في ليما وزيارة دولة للبلد.