شهد الرابع من نوفمبر 2024 حدثاً تاريخياً في مسيرة الطاقة النووية المصرية، حيث استقبل ميناء الضبعة التخصصي مصيدة قلب المفاعل للوحدة النووية الرابعة، في إنجاز يضاف إلى سلسلة النجاحات المتتالية لمشروع محطة الضبعة النووية.
وقد ترأس مراسم الاستقبال الدكتور أمجد الوكيل، رئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، بحضور وفد رفيع المستوى من شركة “روساتوم” الروسية، الشريك الاستراتيجي في تنفيذ المشروع. ويأتي هذا الحدث ليؤكد نجاح التعاون المصري-الروسي في مجال الطاقة النووية السلمية.
وتبرز أهمية هذا الإنجاز في كونه يسبق الموعد المخطط له بعام كامل، حيث كان من المقرر تركيب المصيدة في 2025. وقد استغرق تصنيع هذا المكون الحيوي 14 شهراً في المصانع الروسية المتخصصة، قبل شحنه من ميناء نوفوروسيسك في 28 أكتوبر الماضي.
ويقود المشروع فريق عمل متكامل يضم خبرات مصرية وروسية، حيث تتولى شركة “روساتوم” من خلال ذراعها التنفيذي “أتومستروي إكسبورت” مسؤولية التنفيذ، بينما تشرف هيئة المحطات النووية المصرية على كافة مراحل المشروع. ويعمل بالمشروع نخبة من المهندسين والفنيين المصريين الذين تلقوا تدريبات متخصصة في روسيا.
وتتميز محطة الضبعة، الواقعة على بعد 300 كيلومتر شمال غرب القاهرة، بتصميمها المتطور الذي يضم أربع وحدات للطاقة بقدرة 1200 ميجاوات لكل منها، مستخدمة مفاعلات VVER-1200 الروسية من الجيل الثالث المتطور. وتمثل مصيدة قلب المفاعل عنصراً جوهرياً في منظومة الأمان النووي، حيث تعمل كدرع واقٍ يمنع أي تسرب محتمل للمواد المشعة.
ومن المقرر أن يبدأ تركيب المصيدة في 19 نوفمبر 2024، متزامناً مع الذكرى السنوية الرابعة لتوقيع الاتفاقية الحكومية بين مصر وروسيا، والتي تمت برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس فلاديمير بوتين.
وفي رسالة للجيل الجديد من المهندسين، أكد الدكتور الوكيل أن هذا المشروع يمثل تحقيقاً لحلم مصري بدأ منذ عام 1955، مشدداً على أهمية دورهم في كتابة صفحة جديدة في تاريخ الطاقة المصرية. ويعد هذا المشروع شاهداً على قدرة مصر على تنفيذ المشروعات الاستراتيجية الكبرى وفق أعلى المعايير العالمية للأمان والجودة.