في مشهد دبلوماسي متوتر يعكس التباينات المتعمقة داخل المعسكر الغربي، يواصل المستشار الألماني أولاف شولتز رفضه القاطع لتزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى، متحدياً التحول الاستراتيجي الأمريكي الجديد.
فقد أعلنت إدارة الرئيس بايدن مؤخراً قراراً جريئاً بالسماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ ATACMS الأمريكية، بهدف توسيع قدراتها العسكرية للضرب داخل العمق الروسي. يأتي هذا القرار في سياق تصعيد محتمل، حيث تترقب أوكرانيا هجوماً محتملاً في منطقة كورسك الروسية بمشاركة نحو 50 ألف جندي.
على النقيض من الموقف الأمريكي، يصر شولتز على رفضه الواضح لتسليم صواريخ توروس الألمانية بعيدة المدى. وفي تصريح رسمي، أكد متحدث باسم الحكومة الألمانية أن القرار الأمريكي “لا تأثير” له على موقف المستشار، الذي يخشى التصعيد المحتمل للصراع.
يبدو أن شولتز يراهن على خطاب “الخيار الآمن” في معركته الانتخابية المقبلة في 23 فيفري، محاولاً تقديم نفسه كزعيم حريص على منع تفاقم التوترات الدولية. وقد أثار هذا الموقف جدلاً واسعاً داخل المشهد السياسي الألماني.
فبينما تؤيد وزيرة الخارجية أنالينا باربوك الموقف الأمريكي وترى أنه يقع ضمن إطار القانون الدولي، ينتقد المرشح فريدريش ميرز تردد شولتز، معلناً استعداده لتسليح أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى في حال وصوله للسلطة.
تعكس هذه التطورات الانقسامات المتعمقة بين الحلفاء الغربيين، وتلقي بظلال من الشك على مستقبل الدعم العسكري لأوكرانيا. كما يبدو أن المشهد الجيوسياسي يمر بمنعطف دقيق، حيث تتصارع الرؤى بين التصعيد والتهدئة، وتظهر الخلافات العميقة داخل التحالف الغربي بشكل جلي.