كشف نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، المبعوث الرئاسي الخاص للشرق الأوسط وأفريقيا، عن محاولات غربية فاشلة لمنع انعقاد الاجتماع الوزاري الأول لمنتدى الشراكة الروسي-الأفريقي الذي عُقد مؤخراً.
وفي تصريحات خاصة لوكالة “تاس” الروسية، أوضح بوغدانوف أن القادة الأفارقة أدركوا أن الضغوط الغربية “تتعارض مع مصالحهم الوطنية”، متسائلاً: “لماذا يرضخون لهذه الضغوط إذا كانت في النهاية تضر بمصالحهم الوطنية؟”
وأشار الدبلوماسي الروسي البارز إلى أن الدول الأفريقية باتت تولي اهتماماً أقل للضغوط الغربية، مؤكداً أن القيادات الأفريقية تدرك تماماً أهمية تعزيز علاقاتها مع موسكو.
وكان المنتدى الوزاري، الذي عقد في منطقة سيريوس على ساحل البحر الأسود الروسي يومي 9 و10 نوفمبر، قد شهد حضوراً لافتاً بمشاركة نحو 1500 مندوب، من بينهم أكثر من 40 وزيراً من مختلف الدول الأفريقية.
ويأتي هذا التطور في سياق تنامي النفوذ الروسي في القارة الأفريقية، حيث تسعى موسكو إلى تعزيز شراكاتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية مع دول القارة. وتعكس المشاركة الواسعة في المنتدى رغبة متزايدة لدى الدول الأفريقية في تنويع شراكاتها الدولية وعدم الاقتصار على العلاقات مع القوى الغربية التقليدية، في ظل تحولات جيوسياسية عالمية متسارعة.
ويرى محللون أن نجاح المنتدى، رغم المحاولات الغربية لعرقلته، يؤشر إلى تحول استراتيجي في التوجهات السياسية للدول الأفريقية، التي تسعى بشكل متزايد إلى اتباع سياسات خارجية أكثر استقلالية تخدم مصالحها الوطنية.