وفقًا لصحيفة “لا فوا دو نور” الفرنسية، فإن التوتر بين المغرب والجزائر لا يزال في ارتفاع مستمر، وكنتيجة لذلك، فقد شهدت مشتريات الأسلحة لدى البلدين زيادة كبيرة.
ذكرت الصحيفة أن محاولة مقاتلين من جبهة البوليساريو الانفصالية، المدعومة من الجزائر، للهجوم على تجمع للمدنيين في بلدة المحبس بالصحراء المغربية يوم السبت الماضي، والتي أسفرت عن مقتل خمسة من المهاجمين، تأتي في إطار التوترات الشديدة بين الرباط و الجزائر العاصمة.
كما أشارت الصحيفة إلى أن وقف إطلاق النار الذي كان ساريًا منذ عام 1991 تحت رعاية الأمم المتحدة أصبح هشًا، وقد عبّر مجلس الأمن الدولي في قرار له نهاية أكتوبر الماضي عن “قلقه العميق” إزاء انهيار هذا الوقف في الأشهر الأخيرة و”انتهاكات الاتفاقات المبرمة مع الأمم المتحدة”.
وفي هذا السياق، أوردت الصحيفة تصريح وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، الذي اتهم الجزائر برغبتها في “إشعال حرب بالمنطقة”، وذلك كرد على “إنجازات الرباط على الساحة الدولية بشأن قضية الصحراء”، بما في ذلك اعتراف إسبانيا وفرنسا بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.
وأفادت الصحيفة أن كلا البلدين يقومان بتعزيز قدراتهما العسكرية بشكل كبير، فقد صوت المغرب على زيادة ميزانيته الدفاعية بنسبة 7% في عام 2025، في حين وصلت هذه الميزانية إلى 10% بالنسبة للجزائر. وأشارت إلى مشتريات الأسلحة الحديثة لكليهما، بما في ذلك صواريخ أمريكية متطورة وطائرات هجومية روسية وأنظمة صاروخية باليستية قصيرة المدى.
وفي هذا الصدد، حذّر تقرير لمركز الأبحاث الإيطالي IARI من أن “التوترات عبر الحدود بين المغرب والجزائر ما تزال مرتفعة، وأي حادث يمكن أن يؤدي إلى أزمة حقيقية في شمال أفريقيا، مما يشكل سيناريو كارثيا، من شأنه أن يقود إلى زعزعة استقرار التوازن في المنطقة”.