في تحول دبلوماسي لافت يعكس تغيراً جوهرياً في المشهد الجيوسياسي بالمنطقة، أدانت المملكة العربية السعودية الهجوم الإسرائيلي على إيران الذي وقع فجر السبت 26 أكتوبر 2024، مؤكدة رفضها للتصعيد المستمر في المنطقة.
وأكدت وزارة الخارجية السعودية في بيان رسمي موقفها “الثابت في رفض التصعيد المستمر في المنطقة وتوسيع نطاق الصراع الذي يهدد أمن واستقرار دول وشعوب المنطقة”، في موقف يعكس تحولاً جذرياً في السياسة السعودية تجاه طهران مقارنة بالسنوات الماضية.
ويأتي هذا الموقف السعودي في سياق التقارب الإيراني-السعودي الذي شهدته المنطقة في السنوات الأخيرة، والذي توج باتفاق تاريخي برعاية صينية لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. كما يشير إلى تراجع ملحوظ في مسار التطبيع السعودي-الإسرائيلي الذي كان متوقعاً قبل اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر 2023.
وأشار محللون سياسيون إلى أن الموقف السعودي الحالي يمثل تحولاً استراتيجياً في سياسة المملكة الخارجية، حيث تسعى الرياض إلى توازن إقليمي جديد يراعي مصالحها الاستراتيجية ويعزز الاستقرار في المنطقة.
وفي السياق ذاته، انضمت دول عربية أخرى إلى الموقف السعودي، حيث أدانت الإمارات العربية المتحدة، التي تربطها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل منذ 2020، الهجوم وأعربت عن “قلقها العميق” من تداعياته على الأمن والاستقرار الإقليمي.
وقد أتى الهجوم الإسرائيلي رداً على هجوم إيراني بالصواريخ البالستية في الأول من أكتوبر، والذي نفذته طهران انتقاماً لإغتيال قيادات في حماس و حزب الله وقائد إيراني في غارات إسرائيلية.
وفي المقابل، أيدت الولايات المتحدة وبريطانيا الهجوم الإسرائيلي، مؤكدتين على “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، في موقف يتناقض مع التوجه العربي والإسلامي الرافض للتصعيد.
ويرى مراقبون أن هذه التطورات تؤشر إلى إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية في الشرق الأوسط، مع بروز محور جديد يسعى للحد من التصعيد العسكري وتعزيز الحوار الدبلوماسي كوسيلة لحل النزاعات الإقليمية.