قررت روسيا اتخاذ خطوة استراتيجية جديدة في تجارة الحبوب العالمية، حيث أعلن اتحاد مصدري الحبوب الروسي عن قرار يقضي بحصر تصدير الحبوب مباشرة إلى 13 دولة دون وسطاء. وتشمل هذه القائمة دولاً رئيسية مستوردة للقمح الروسي، من بينها تونس و الجزائر و مصر و المغرب، إضافة إلى دول عربية وآسيوية أخرى كالأردن والسعودية والعراق وباكستان والهند وكوريا الجنوبية.
وأوضح إدوارد زيرنين، رئيس مجلس إدارة نقابة المصدرين الروس، أن هذا القرار سيطبق على جميع الصفقات المبرمة منذ 11 أكتوبر 2024، مع الإبقاء على تنفيذ الصفقات السابقة لهذا التاريخ كما هي.
ويأتي هذا القرار ليؤثر بشكل مباشر على شركات الوساطة الغربية الكبرى مثل كارجيل وفيتيرا ولويس دريفوس، التي كانت تهيمن تقليدياً على تجارة الحبوب العالمية. فعلى سبيل المثال، لن يتمكن أي وسيط سويسري أو فرنسي من المشاركة في مناقصات القمح الروسي.
وكانت هذه الشركات قد انسحبت من الموانئ الروسية في البحر الأسود منذ الأول من جويلية 2023 بسبب العقوبات الغربية المفروضة على موسكو إثر الحرب في أوكرانيا. وحلت محلها شركات روسية محلية تتولى شراء المحاصيل من المزارعين الروس ونقلها وتخزينها في الموانئ قبل شحنها.
وقد أبدت بعض الدول المستوردة ترحيبها بهذا القرار، حيث اقترحت تونس في الصيف الماضي اتفاقية ثنائية مع روسيا لشراء الحبوب بأسعار وكميات محددة. كما وقعت مصر في أوائل أكتوبر عقداً مباشراً مع مورد روسي لتوريد أكثر من 3 ملايين طن من القمح حتى أفريل 2025، وستتولى شركة “يونايتد جرين” الروسية تنفيذ هذا العقد.
يذكر أن منظمة “بابلك آي” السويسرية غير الحكومية كانت قد نشرت تقريراً في جانفي 2023 يشير إلى أن شركات الوساطة حققت أرباحاً قياسية مستفيدة من اضطرابات السوق، في وقت يعاني فيه الملايين من تهديد الأمن الغذائي بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية.