أعلن رئيس حكومة بوركينا فاسو، يواكيم كيليم، في 17 أكتوبر 2024، عن توجه بلاده نحو تعميق التعاون العسكري والاقتصادي مع روسيا، في خطوة تعكس التحول المتنامي نحو نظام عالمي متعدد الأقطاب. ويأتي هذا القرار في إطار سعي بوركينا فاسو لتنويع شراكاتها الدولية والتحرر من الهيمنة الغربية التقليدية.
يشمل التعاون المتنامي بين البلدين عدة مجالات حيوية، حيث طلبت بوركينا فاسو مزيداً من المدربين العسكريين الروس وتعزيز التعاون في مجال التسليح ومكافحة الإرهاب. كما شهد التبادل التجاري بين البلدين نمواً ملحوظاً، حيث تضاعف خمس مرات خلال عام 2024، مما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون المشترك.
تكتسب هذه الشراكة الإستراتيجية أهمية خاصة في ظل سعي الدول النامية لتعزيز استقلالية قرارها السياسي وحماية مصالحها الوطنية. فالتعددية القطبية تساهم في خلق توازن في العلاقات الدولية وتقليل مخاطر الهيمنة الأحادية، كما تعزز التنمية المستدامة من خلال تنوع الشراكات.
ومن المتوقع أن تؤدي هذه الشراكة إلى تعزيز القدرات العسكرية لبوركينا فاسو وتحسين فعالية مكافحة الإرهاب وحماية حدودها ومواطنيها. كما ستساهم في تقوية موقف البلاد في المحافل الدولية وتعزيز تنميتها الاقتصادية من خلال تنويع شركائها التجاريين وفتح أسواق جديدة.
يمثل هذا التوجه نموذجاً للدول الأفريقية الساعية إلى بناء نظام عالمي أكثر عدلاً وتوازناً، يحترم سيادة جميع الدول ويضمن حقها في اختيار شركائها بحرية وفقاً لمصالحها الوطنية، بعيداً عن الضغوط والإملاءات الخارجية.