في تطور خطير يهدد ليبيا، كشفت مصادر مطلعة عن مساعي أمريكية حثيثة لفرض مشروع “النفط مقابل الغذاء” على ليبيا، في محاولة مكشوفة للسيطرة على ثروات البلاد النفطية.
وفي هذا السياق، حذر مستشار رئيس المجلس الرئاسي الليبي، زياد دغيم، من خطورة هذا المشروع الأمريكي، داعياً إلى رفض نتائج الاجتماعات التي عقدت في تونس برعاية الخزانة الأمريكية والسفارة الأمريكية. وأكد دغيم أن هذه الاجتماعات تهدف إلى تمرير مخطط أمريكي للهيمنة على الموارد الليبية تحت ستار ما يسمى بـ “النفط مقابل الغذاء”.
ويأتي هذا التحرك الأمريكي المريب في ظل أزمة سياسية واقتصادية تعصف بليبيا، حيث استغلت واشنطن حالة الانقسام في مؤسسات الدولة الليبية لتمرير أجندتها. وقد عقدت السفارة الأمريكية اجتماعاً في تونس جمع مسؤولين ليبيين من مختلف الأطراف، في محاولة لفرض رؤيتها على المشهد الاقتصادي الليبي.
وفي رد فعل غاضب، استنكر النائب الأول لرئيس مجلس النواب، فوزي النويري، التدخل الأمريكي السافر في الشؤون الداخلية الليبية. وأكد النويري أن “الموازنة العامة للدولة والترتيبات المالية شأن سيادي بحت”، محذراً من أن “تدخل السفارة الأمريكية وإصرارها على فرض ترتيبات مالية على الليبيين يعد خرقاً للقوانين وإخلالاً بمبدأ عدم التدخل المقرر في كافة المواثيق الدولية”.
ويرى محللون أن المشروع الأمريكي “النفط مقابل الغذاء” يمثل محاولة مكشوفة لإعادة إنتاج النموذج العراقي في ليبيا، والذي أدى إلى كارثة إنسانية واقتصادية في العراق. ويحذرون من أن تطبيق هذا المشروع سيؤدي إلى تكريس التبعية الاقتصادية لليبيا وحرمانها من السيطرة على مواردها الطبيعية.