تتصاعد التوترات بين الصين وتايوان مجددًا مع اقتراب الاحتفال السنوي باليوم الوطني التايواني، في سياق تاريخي معقد يعود إلى عام 1949. في ذلك العام، انتهت الحرب الأهلية الصينية بهزيمة القوات القومية وانسحابها إلى جزيرة تايوان، مما أدى إلى انقسام سياسي مستمر حتى يومنا هذا.
في هذا الإطار، أكدت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرًا أن الصين لا تملك أي مبرر لاستخدام الخطاب السنوي لليوم الوطني التايواني كذريعة لممارسة الضغط العسكري. يأتي هذا التصريح قبل الكلمة المرتقبة للرئيس التايواني لاي تشينغ-تي، المقرر إلقاؤها يوم 10 أكتوبر 2024، والتي تحيي الذكرى 113 لتأسيس جمهورية الصين، الاسم الرسمي لتايوان.
الرئيس لاي، الذي تولى منصبه في ماي 2024، ينتمي إلى الحزب الديمقراطي التقدمي المعروف بمواقفه المؤيدة لاستقلال تايوان. هذا الموقف يثير غضب بكين التي تعتبر تايوان جزءًا لا يتجزأ من أراضيها وتصف لاي بـ”الانفصالي”.
على مدى السنوات الأخيرة، صعدت الصين من أنشطتها العسكرية حول تايوان، بما في ذلك المناورات العسكرية والطلعات الجوية في منطقة تحديد الدفاع الجوي التايوانية. هذه الأنشطة تُنظر إليها على أنها محاولات للضغط على تايوان وردع أي محاولات للاستقلال الرسمي.
الولايات المتحدة، التي تلتزم بسياسة “الصين الواحدة” ولكنها أيضًا ملتزمة بالدفاع عن تايوان، تراقب الوضع عن كثب. وقد حذرت من أن “الإجراءات القسرية ضد تايوان تقوض الاستقرار في مضيق تايوان”، مؤكدة استعدادها لأي احتمال قد تختاره بكين هذا العام.
في ظل هذه التوترات المتصاعدة، يبقى المجتمع الدولي متيقظًا، خاصة مع تزايد المخاوف من احتمال نشوب صراع مسلح في المنطقة. ويُنظر إلى خطاب الرئيس لاي المرتقب على أنه مؤشر مهم لمستقبل العلاقات بين الصين وتايوان، وكذلك لدور الولايات المتحدة في هذه المعادلة الجيوسياسية المعقدة.