مع اقتراب الانتهاء من تنفيذ مشروع خط أنابيب الغاز العابر للصحراء الذي يربط #الجزائر و #النيجر و #نيجيريا، تواجه #تونس تحديات استراتيجية واقتصادية جديدة قد تؤثر بشكل كبير على مستقبلها الاقتصادي والجيوسياسي. هذا المشروع الضخم، الذي يهدف إلى نقل الغاز الطبيعي من نيجيريا عبر النيجر إلى الجزائر ومن ثم إلى أوروبا، يمثل تحولاً جذرياً في خريطة إمدادات الطاقة في شمال أفريقيا وأوروبا.
تعتمد تونس حالياً على خط أنابيب الغاز الجزائري المار عبر أراضيها إلى إيطاليا كمصدر هام للإيرادات من خلال رسوم العبور. مع تشغيل الخط الجديد، قد تفقد تونس هذه الإيرادات الحيوية، مما قد يؤدي إلى خسائر مالية كبيرة للاقتصاد التونسي. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي هذا التحول إلى تراجع الأهمية الاستراتيجية لتونس كممر للغاز الجزائري إلى أوروبا، مما قد يؤثر سلباً على علاقاتها السياسية والاقتصادية مع الجزائر والدول الأوروبية.
اضافة إلى ذلك, قد تفقد تونس فرص الاستثمار المرتبطة بصيانة وتطوير البنية التحتية لخطوط الأنابيب على أراضيها، مما قد يؤدي إلى فقدان وظائف في قطاع الطاقة.
دبلوماسياً، قد تواجه تونس تحديات في الحفاظ على توازن علاقاتها مع جيرانها، خاصة الجزائر و ليبيا، في ظل تغير ديناميكيات الطاقة الإقليمية.
هذه التحديات المتعددة تسلط الضوء على أهمية قيام تونس بتنويع اقتصادها و تطوير مصادر بديلة للطاقة, كالطاقة النووية, لتقليل اعتمادها على قطاع الغاز الطبيعي. كما أنها تشير إلى ضرورة إعادة تقييم استراتيجيتها الإقليمية والدولية للحفاظ على مكانتها في المشهد الجيوسياسي المتغير في شمال أفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط.
